" صفحة رقم ٨٣ "
وأخت موسى اسمها مريم، وقد مضى ذكر القصة في سورة طه.
والقصّ : اتباع الأثر، استعمل في تتبع الذات بالنظر فلذلك عُدي إلى ضمير موسى دون ذكر الأثر. وقد تقدم في سورة الكهف ( ٦٤ ) عند قوله ) فارتدا على ءاثارهما قصصاً ).
وبصُر بالشيء صار ذا بصر به، أي باصراً له فهو يفيد قوة الإبصار، أي قوة استعمال حاسة البصر وهو التحديق إلى المبصر، ف ( بصر ) أشد من ( أبصر ). فالباء الداخلة على مفعوله باء السببية للدلالة على شدة العناية برؤية المرئي حتى كأنه صار باصراً بسببه. ولك أن تجعل الباء زائدة لتأكيد الفعل فتفيد زيادة مبالغة في معنى الفعل. وتقدم في قوله تعالى ) قال بصُرتُ بما لم يبصروا به ( في سورة طه ( ٩٦ ).
والجُنُب : بضمتين البعيد. وهو صفة لموصوف يعرف من المقام، أي عن مكان جنب.
و ) عن ( للمجاوزة والمجرور في موضع حال من ضمير ( بصرت ) لأن المجاوزة هنا من أحوال أخته لا من صفات المكان.
و ) هم ( أي آل فرعون حين التقطوه لا يشعرون بأن أخته تراقب أحواله وذلك من حذق أخته في كيفية مراقبته.
( ١٢ ).
الواو للحال من ضمير ) لأخته ( ( القصص : ١١ ). والتحريم : المنع، وهو تحريم تكويني، أي قدّرنا في نفس الطفل الامتناع من التقام أثداء المراضع وكراهتها ليضطر آل فرعون إلى البحث عن مرضع يتقبّل ثديها ؛ لأن فرعون وامرأته حريصان على حياة الطفل، ومن مقدمات ذلك أن جعل الله إرضاعه من أمه مدة تعود فيها بثديها.


الصفحة التالية
Icon