" صفحة رقم ٩٥ "
( ٣١ ٣٢ ) ) (
) مُنِيبِينَ ( حال من ضمير ) فَأقِمْ ( ( الروم : ٣٠ ) للإشارة إلى أن الخطاب الموجه إلى النبي ( ﷺ ) مراد منه نفسه والمؤمنون معه كما تقدم.
والمنيب : الملازم للطاعة. ويظهر أن معنى أناب صار ذا نوبة، أي ذا رجوع متكرر وأن الهمزة فيه للصيرورة، والنوبة : حصة من عمل يتوزعه عدد من الناس وأصلها : فَعْلَة بصيغة المرة لأنها مرة من النَّوْب وهو قيام أحد مقام غيره، ومنه النيابة، ويقال : تناوبوا عمل كذا. وفي حديث عمر :( كنت أنا وجار لي من الأنصار نتناوب النزول على رسول الله ( ﷺ ) فينزل يوماً وأنزل يوماً ) الحديث، فإطلاق المنيب على المطيع استعارة لتعهد الطاعة تعهداً متكرراً، وجعلت تلك الاستعارة كناية عن مواصلة الطاعة وملازمتها قال تعالى :( إن إبراهيم لحليم أوّاه مُنيب في سورة هود. وفسّرت الإنابة أيضاً بالتوبة. وقد قيل : إن ناب مرادف تاب، وهو المناسب لقوله في الآية الموالية دعوا ربهم منيبين إليه ( ( الروم : ٣٣ ). والأمر الذي في قوله ) واتقوه وأقيموا الصلاة ( مستعمل في طلب الدوام.
و ) الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً ( هم المشركون لأنهم اتخذوا عدة آلهة. وإنما كررت ) مِن ( التبعيضية لاعتبار الذين فرقوا دينهم بدلاً من المشركين بدلاً مطابقاً أو بياناً، فإظهار حرف الجر ثانية مع الاستغناء عنه بالبدلية تأكيد بإظهار العامل كما تقدم في قوله تعالى :( تكون لنا عيداً لأولنا وءاخرنا ( ( المائدة : ١١٤ ) وشأن البدل والبيان أن يجوز معهما إظهار العامل المقدر فيخرجان عن إعراب التوابع إلى الإعراب المستقل ويكونان في المعنى بدلاً أو بياناً ولهذا قال النحاة : إن البدل على نية تكرار العامل. وقال المحققون : إن البدل معرب بالعامل المقدر، ومثله البيان وهما سيان. وتقدم الكلام على معنى ) الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً ( في آخر سورة الأنعام