" صفحة رقم ١٠٣ "
وإنما أريد به لازمه وهو التعجيب، والمعنى : أيّ شيء اختص بكم، ف ) ما الاستفهامية مبتدأ ولكم ( خبر عنه.
وجملة ) لا تَنَاصَرُونَ ( حال من ضمير ) لكم ( وهي مناط الاستفهام، أي أن هذه الحالة تستوجب التعجب من عدم تناصركم. وقرأ الجمهور ) لاَ تَنَاصَرُونَ ( بتخفيف المثناة الفوقية على أنه من حذف إحدى التاءين. وقرأه البَزِّي عن ابن كثير وأبو جعفر بتشديد المثناة على إدغام إحدى التاءين في الأخرى.
والإِضراب المستفاد من ) بَل ( إضراب لإِبطال إمكان التناصر بينهم وليس ذلك مما يتوهمه السمع، فلذلك كان الإِضراب تأكيداً لما دل عليه الاستفهام من التعجيز.
والاستسلام : الإِسلام القوي، أي إسلام النفس وترك المدافعة فهو مبالغة في أسلم.
وذكر ) اليَوْمَ ( لإِظهار النكاية بهم، أي زال عنهم ما كان لهم من تناصر وتطاول على المسلمين قبل اليوم، أي في الدنيا إذ كانوا يقولون :( نحن جميع منتصر ( ( القمر : ٤٤ ) وقد قالها أبو جهل يوم بدر، أي نحن جماعة لا تغلب فكان لذكر اليوم وقع بديع في هذا المقام.
( ٢٧ ٣٢ ) ) (
عطف على ) مستسلمون ( ( الصافات : ٢٦ ) أي استسلموا وعاد بعضهم على بعض باللائمة والمتسائلون : المتقاولون وهم زعماء أهل الشرك ودهماؤهم كما تبينه حكاية تحاورهم من قوله :( وما كان لنا عليكم من سُلطانٍ ( وقوله :( فأغْوَيْناكُم ( الخ.


الصفحة التالية
Icon