" صفحة رقم ٢٠٨ "
تدخل على : حين وأوان وآن يريد أن التاء لاحقة لأول الاسم الذي بعد ( لا ) ولكنه لم يفسر لدخولها معنى. وقد اعتذر الأيمة عن وقوع التاء متصلة ب ) حين ( في بعض نسخ المصحف الإِمام بأن رسم المصحف قد يخالف القياس، على أن ذلك لا يوجد في غير المصحف الذي رآه أبو عبيد من المصاحف المعاصرة لذلك المصحف والمرسومة بعده. والمناص : النجاء والفوت، وهو مصدر ميمي، يقال : ناصه، إذا فاته.
والمعنى : فنادَوا مبتهلين في حال ليس وقت نجاء وفَوت، أي قد حق عليهم الهلاك كما قال تعالى :( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة اللَّه التي قد خلت في عباده ( ( غافر : ٨٥ ).
( ٤ ٥ )
عطف على جملة ) الذين كفروا في عزَّةٍ وشقاقٍ ( ( ص : ٢ ) فهو من الكلام الواقع الإِضراب للانتقال إليه كما وقع في قوله تعالى :( ق والقرآن المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم ( ( ق : ١، ٢ ).
والمعنى : أنه استقرّ في نفوسهم استحالة بعثة رسول منهم فذلك سبب آخر لانصرافهم عن التذكر بالقرآن.
والعجب حقيقته : انفعال في النفس ينشأ عن علم بأمر غير مترقب وقوعه عند النفس، ويطلق على إنكار شيء نادر على سبيل المجاز بعلاقة اللزوم كما في قوله تعالى :( قالوا أتعجبين من أمر اللَّه في سورة هود ( فإن محل العتاب هو كون امرأة إبراهيم أحالت أن تلد، وهي عجوز وكذلك إطلاقه هنا. والمعنى : وأنكروا وأحالوا أن جاءهم منذر منهم.


الصفحة التالية
Icon