" صفحة رقم ٢٢٦ "
تعجيل العقاب بأن يكونوا سموا الحظ من العقاب قِطًّا على طريق التهكم، كما قال عمرو بن كلثوم إذ جعل القتال قِرى :
قريناكم فعجلنا قِراكم
قُبيل الصبح مِرْدَاة طحونا
فيكونون قد أدمجوا تهكماً في تهكم إغراقاً في التهكم.
وتسميتهم ) يَوممِ الحسابِ ( أيضاً من التهكم لأنهم لا يؤمنون بالحساب.
( ١٧ ٢٠ )
أعقب حكاية أقوالهم من التكذيب ابتداء من قوله :( وقَالَ الكافرون هاذا ساحِرٌ كذَّابٌ ( ( ص : ٤ ) إلى هنا، بأمرِ الله رسولَه ( ﷺ ) بالصبر على أقوالهم إذ كان جميعها أذى : إما صريحاً كما قالوا :( ساحِرٌ كذَّاب ( وقالوا :( إن هاذا إلا اختلاقٌ ( ( ص : ٧ ) ) إن هذا لشيء يُرادُ ( ( ص : ٦ )، وإمّا ضِمناً وذلك ما في سائر أقوالهم من إنكار ما جاء به الرسول ( ﷺ ) والاستهزاء بقولهم :( ربَّنَا عَجِل لنا قِطَّنَا ( ( ص : ١٦ ) من إثبات أن الإِلاه واحد، ويشمل ما يقولونه مما لم يحك في أول هذه السورة.
وقوله :( واذكر عبدنا داوودَ ( إلى آخره يجوز أن يكون عطفاً على قوله :( اصبر على ما يقولون ( بأن أُتبع أمره بالصبر وبالائتساء ببعض الأنبياء السابقين فيما لَقُوه من الناس ثم كانت لهم عاقبة النصر وكشف الكرب. ويجوز أن يكون عطفاً على مجموع ما تقدّم عطْفَ القصة على القصة والغرض هو هو. وابتدىء بذكر داود لأن الله أعطاه مُلْكاً وسلطاناً لم يكن لآبائه ففي ذكره إيماء إلى أن شأن محمد ( ﷺ ) سيصير إلى العزة والسلطان، ولم يكن له سلف ولا جند فقد كان حال النبي ( ﷺ ) أشبه بحال داود عليه السلام.
وأدمج في خلال ذلك الإِيماء إلى التحذير من الضجر في ذات الله تعالى واتقاءِ


الصفحة التالية
Icon