" صفحة رقم ٣٤٥ "
و ) من ( للتبعيض لأن المشركين بعض الأمم والطوائف المحكوم عليها بالخلود في النار.
وأصحاب النار : هم الذين لا يفارقونها فإن الصحبة تشعر بالملازمة، فأصحاب النار : المخلّدون فيها.
قرأ نافع وابن كثير وحمزة وَحْدَهم ) أَمَنْ ( بتخفيف الميم على أن الهمزة دخلت على ( مَن ) الموصولة فيجوز أن تكون الهمزة همزة استفهام و ( مَن ) مبتدأ والخبر محذوف دل عليه الكلام قبله من ذكر الكافر في قوله :( وجعَلَ لله أندَاداً ( إلى قوله :( من أصحَاببِ النَّارِ ( ( الزمر : ٨ ). والاستفهام إنكاري والقرينة على إرادة الإِنكار تعقيبه بقوله :( قُلْ هل يسْتَوي الذين يعلمُونَ والذين لا يعلَمُونَ ( لظهور أن ) هل فيه للاستفهام الإِنكاري وبقرينة صلة الموصول. تقديره : أَمَن هو قانت أفضل أم من هو كافر ؟ والاستفهام حينئذٍ تقريري ويقدر له معادل محذوف دل عليه قوله عقبه : قُلْ هل يسْتَوي الذين يعلمُونَ والذين لا يعلَمُونَ ).
وجعل الفراء الهمزة للنداء و ) من هو قانت : النبي، ناداه الله بالأوصاف العظيمة الأربعة لأنها أوصاف له ونداء لمن هم من أصحاب هذه الأوصاف، يعني المؤمنين أن يقولوا : هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وعليه فإفراد ( قل ) مراعاة للفظ ( مَن ) المنادَى.
وقرأ الجمهور أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ بتشديد ميم ( مَن ) على أنه لفظ مركب من كلمتين ( أم ) و ( مَن ) فأدغمت ميم ( أم ) في ميم ( مَن ). وفي معناه وجهان :
أحدهما ( : أن تكون ( أم ) معادلة لهمزة استفهام محذوفة مع جملتها دلت عليها ( أم ) لاقتضائها معادلاً. ودل عليها تعقيبه ب ) هل يسْتَوي الذين يعلمُونَ والذين لا يعلَمُونَ ( لأن التسوية لا تكون إلا بين شيئين. فالتقدير : أهذا الجاعل لله أنداداً


الصفحة التالية
Icon