" صفحة رقم ١٥٧ "
ويدل لمعنى الانتصاف تعقيبه بقوله :( إن الله بَصيرٌ بالعِبَادِ ( معللاً تفويض أمره معهم إلى الله بأن الله عليم بأحوال جميع العباد فعموم العباد شَمِله وشمل خصومَهُ.
وقال في ( الكشاف ) قوله :( وأُفَوِّضُ أمرِي إلى الله ( لأنهم توعدوه ا هـ. يعني أن فيه إشعاراً بذلك بمعونة ما بعده.
و ) العباد ( الناس يطلق على جماعتهم اسم العباد، ولم أر إطلاق العبد على الإِنسان الواحد ولا إطلاق العبيد على الناس.
والبصير : المطلع الذي لا يخفى عليه الأمر. والبَاء للتعدية كما في قوله تعالى :( فبصرت به عن جنب ( ( القصص : ١١ )، فإذا أرادوا تعدية فعل البصر بنفسه قالوا : أبصره.
( ٤٥ ٤٦ )
تفريع ) فَوَقاهُ الله ( مؤذن بأنهم أضمروا مكراً به. وتسميته مكراً مؤذن بأنهم لم يُشعروه به وأن الله تكفل بوقايته لأنه فوَّض أمره إليه. والمعنى : فأنجاه الله، فيجوز أن يكون نجا مع موسى وبني إسرائيل فخرج معهم، ويجوز أن يكون فرّ من فرعون ولم يعثروا عليه.
و ( ما ) مصدرية. والمعنى : سيئات مكْرهم. وإضافة ) سيئات ( إلى ( مكر ) إضافة بيانية، وهي هنا في قوة إضافة الصفة إلى الموصوف لأن المكر سيّء. وإنما جُمع السيئات باعتبار تعدد أنواع مكرهم التي بيّتوها.
وحَاق : أحاط. والعذاب : الغَرَق. والتعريف للعهد لأنه مشهور معلوم. وتقدم له ذكر في السور النازلة قبل هذه السورة.


الصفحة التالية
Icon