" صفحة رقم ٢١٤ "
فكانت آيات محمد ( ﷺ ) حجة على معانديه أقوى من الآيات السماوية نحو الصواعق أو الريح، وعن الآياتتِ الأرضية نحو الغَرق والخسف لأنها كانت مع مشاركتهم ومداخلتهم حتى يكون انغلابهم أقطع لحجتهم وأخزى لهم نظير آية عَصَا موسى مع عِصيّ السحرة.
( ٧٩ ٨٠ )
انتقال من الامتنان على الناس بما سخر لأجْلهم من نظام العوالم العليا والسفلى، وبما منحهم من الإِيجاد وتطوره وما في ذلك من الألطاف بهم وما أدمج فيه من الاستدلال على انفراده تعالى بالتصرف فكيف ينصرف عن عبادته الذين أشركوا به آلهة أخرى، إلى الامتنان بما سخر لهم من الإِبل لمنافعهم الجمّة خاصّة وعامّة، فالجملة استئناف سادس.
والقول في افتتاحها كالقول في افتتاح نظائرها السابقة باسم الجلالة أو بضميره.
والأنعام : الإِبل والغنم والمعز والبقر. والمراد هنا : الإِبلُ خاصة لقوله :( وَلِتَبْلُغُوا عَلَيهَا حَاجَةً ( وقوله :( وَعَلَيْهَا وعَلَى الفُلْككِ تُحْمَلُونَ ( وكانت الإِبل غالب مكاسبهم.
والجَعْل : الوضع والتمكين والتهيئة، فيحمل في كل مقام على ما يناسبه وفائدة الامتنان تقريب نفوسهم من التوحيد لأن شأن أهل المروءة الاستحياء من المنعم.
وأدمج في الامتنان استدلال على دقيق الصنع وبليغ الحكمة كما دل عليه قوله :( وَيُرِيكُم ءَاياتِهِ ( ( غافر : ٨١ ) أي في ذلك كله.


الصفحة التالية
Icon