" صفحة رقم ٢٢٩ "
وقوبل ذلك بما للموحدين من الكرامة عند الله.
وأُمر النبي ( ﷺ ) بدفعهم بالتي هي أحسن وبالصبر على جفوتهم وأن يستعيذ بالله من الشيطان. وذكرت دلائل تفرد الله بخلق المخلوقات العظيمة كالشمس والقمر. ودلائل إمكان البعث وأنه واقع لا محالة ولا يعلم وقته إلا الله تعالى. وتثبيت النبي ( ﷺ ) والمؤمنين بتأييد الله إياهم بتنزّل الملائكة بالوحي، وبالبشارة للمؤمنين. وتخلَّل ذلك أمثال مختلفة في ابتداء خلق العوالم وعبَر في تقلبات أهل الشرك والتنويه بإيتاء الزكاة.
القول في الحروف الواقعة فاتحةَ هذه السورة كالقول في ) أَلامّ.
( ٢ ٤ ) (
افتتح الكلام باسم نكرة لما في التنكير من التعظيم. والوجه أن يكون ) تَنزِيلٌ ( مبتدأ سَوَّغ الابتداء به ما في التنكير من معنى التعظيم فكانت بذلك كالموصوفة وقوله :( مِنَ الرَّحْماننِ الرَّحِيم ( خبر عنه. وقوله :( كتاب بَدل من تنزيل فحصل من المعنى : أن التنزيل من الله كتاب، وأن صفته فُصّلت آياته، موسوماً بكونه قرآناً عربياً، فحصل من هذا الأسلوب أن القرآن منزَّل من الرحمن الرحيم مفصلاً عربياً.


الصفحة التالية
Icon