" صفحة رقم ٢٨٠ "
وفي الرحمن للضعفاء كافي
أي والرحمان كاف للضعفاء.
و ) الخلد ( : طول البقاء، وأطلق في اصطلاح القرآن على البقاء المؤبد الذي لا نهاية له.
وانتصب ) جَزَآءُ ( على الحال من ) دَارُ الخُلْدِ ). والباء للسببية. و ( ما ) مصدرية، أي جزاء بسبب كونهم يجحدون بآياتنا.
وصيغة المضارع في ) يَجْحَدُونَ ( دالّة على تجدد الجحود حيناً فحيناً وتكرره. وعدي فعل ) يَجْحَدُونَ ( بالباء لتضمينه معنى : يُكذِّبون. وتقديم ) بآياتِنَا ( للاهتمام وللرعاية على الفاصلة.
عطف على جملة ) لهم فيها دارُ الخُلدِ ( ( فصلت : ٢٨ )، أي ويقولون في جهنم، فعدل عن صيغة الاستقبال إلى صيغة المضيّ للدلالة على تحقيق وقوع هذا القول وهو في معنى قوله تعالى :( حتى إذا اداركوا فيها جميعاً قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فئآتهم عذاباً ضعفاً من النار ( ( الأعراف : ٣٨ )، فالقائلون ) رَبَّنَا أَرِنَا اللذين أضلانا ( : هم عامّةُ المشركين، كما يدل عليه قوله :( اللذَيْننِ أَضَلاَّنَا ).
ومعنى ) أَرِنَا ( عيّن لنا، وهو كناية عن إرادة انتقامهم منهم ولذلك جُزم ) نَجْعَلْهُمَا ( في جواب الطلب على تقدير : إن ترناهما نجعلهما تحت أقدامنا.
والجعل تحت الأقدام : الوطء بالأقدام والرفسُ، أي نجعل آحادهم تحت أقدام آحاد جماعتنا، فإن الدهماء أكثر من القادة فلا يعوزهم الانتقام منهم. وكان الوطء بالأرجل من كيفيات الانتقام والامتهان، قال ابن وَعْلَة الجَرمي :
ووَطِئْنَا وَطْأً على حَنَق
وَطْأَ المُقَيَّد نابتَ الهَرْم


الصفحة التالية
Icon