" صفحة رقم ١٧٧ "
البنات، لقول المشركين : إن الملائكة بناتُ الله من سَرَوَاتتِ الجِنّ، أي أمهاتهم سَرَوَات الجنّ، أي شريفات الجنّ فسَرَوَات جمع سريّة. وحكى القرطبي أن المُبرد قال : الجزء ها هنا البنات، يقال : أجزأت المرأة، إذا وَلدت أنثى. وفي ( اللّسان ) عن الزجاج أنه قال : أنشدت بيتاً في أن معنى جزء معنى الإناث ولا أدري البيْتَ أقديم أم مصنوع، وهو :
إنْ أجزأتْ حرةٌ يوماً فلا عجب
قد تُجزىء الحرّة المِذْكَارُ أحياناً
وفي ( تاج العروس ) : أن هذا البيت أنشده ثعلب، وفي ( اللّسان ) أنشد أبو حنيفة :
زُوِّجْتُها من بناتتِ الأوْس مُجْزِئَةً
لِلعَوْسَج الرطْببِ في أبياتِها زَجَل
ونسبهُ الماوردي في تفسيره إلى أهل اللّغة. وجزم صاحب ( الكشاف ) بأن هذا المعنى كَذب على العرب وأن البيتين مصنوعان.
والجعل هنا معناه : الحكم على الشيء بوصفه حكماً لا مستند له فكأنه صنع باليد والصنع باليد يطلق عليه الجعل.
وجملة ) إن الإنسان لكفورٌ مبين ( تذييل يدل على استنكار ما زعموه بأنه كفر شديد. والمراد ب ) الإنسان ( هؤلاء النّاس خاصة.
والمُبينُ : المُوضِّح كفرَه في أقواله الصريحة في كفر نعمة الله.
( ١٦، ١٧ )
) أم ( للإضراب وهو هنا انتقالي لانتقال الكلام من إبطال معتقدهم بنوة الملائكة لله تعالى بما لزمه من انتقاص حقيقة الإلاهية، إلى إبطاله بما يقتضيه من