" صفحة رقم ١٨٢ "
فمعنى ) غير مبين ( غيرُ محقق النصر. قال بعض العرب وقد بُشر بولادة بنت :( والله ما هي بِنِعْمَ الولدُ بزُّها بكاء ونصرها سرقة ).
والمقصود من هذا فضح معتقدهم الباطل وأنهم لا يحسنون إعمال الفكر في معتقداتهم وإلا لكانوا حين جعلوا لله بنوة أن لا يجعلوا له بنوة الإناث وهم يُعدّون الإناث مكروهات مستضعفات. وتذكير ضمير ) وهو في الخصام ( مراعاة للفظ ) مَن ( الموصولة.
و ) الحلية ( : اسم لما يُتحلّى به، أي يُتزين به، قال تعالى :( وتستخرجون منه حلية تلبسونها ( ( النحل : ١٤ ).
وقرأ الجمهور ) يَنشأ ( بفتح الياء وسكون النون. وقرأه حفص وحمزة والكسائي ) يُنَشَّأُ ( بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين ومعناه : يعوده على النشأة في الحلية ويربّى.
عَطف على ) وجعلوا له من عباده جزءاً ( ( الزخرف : ١٥ )، أعيد ذلك مع تقدم ما يغني عنه من قوله :( أم اتخذَ مما يخلق بناتٍ ( ( الزخرف : ١٦ ) ليبْنَى عليه الإنكار عليهم بقوله :( أَأُشهدوا خلقهم ( استقراء لإبطال مقالهم إذ أُبطل ابتداءً بمخالفته لدليل العقل وبمخالفته لما يجب لله من الكمال، فكمُل هنا إبطاله بأنه غير مستند لدليل الحس.
وجملة ) الذين هم عند الرحمن ( صفة الملائكة. قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب ) عند ( بعين فنون ودال مفتوحة والعندية عندية تشريف، أي الذين هم معدودون في حضرة القدس المقدسة بتقديس الله فهم يتلقون الأمر من الله بدون وساطة وهم دائبون على عبادته، فكأنهم في حضرة الله، وهذا كقوله :( وله ما في السماوات والأرض ومَن


الصفحة التالية
Icon