" صفحة رقم ٢٢٢ "
مقدار العمل بما كلفوا به، وسؤال المشركين سؤال توبيخ وتهديد قال تعالى :( ستكتب شهادتهم ويسألون ( ( الزخرف : ١٩ ) وقال تعالى :( ألم يأتكم نذيرٌ إلى قوله : فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير ( ( الملك : ٨، ١١ ).
الأمر بالسؤال هنا تمثيل لشهرة الخبر وتحققه كما في قول السمؤال أو الحارثي :
سَلي إن جَهِلتتِ الناسَ عنا وعنهم
وقوللِ زيد الخيل :
سائِلْ فوارِسَ يَرْبوع بِشدَّتِنا
وقوله :( فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ( ( يونس : ٩٤ ) إذ لم يكن الرسول ( ﷺ ) في شكّ حتى يَسأل، وإلا فإن سؤاله الرّسل الذين من قبله متعذر على الحقيقة. والمعنى استقْرِ شرائع الرّسل وكتبهم وأخبارهم هل تجد فيها عبادة آلهة. وفي الحديث ( واستفتتِ قلبك ) أي تثبت في معرفة الحلال والحرام.
وجملة ) أجعلنا ( بدل من جملة ) واسأل (، والهمزة للاستفهام وهو إنكاري وهو المقصود من الخبر، وهو ردّ على المشركين في قولهم :( إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ وإنا على آثارهم مهتدون ( ( الزخرف : ٢٢ ) أي ليس آباؤكم بأهدى من الرّسل الأولين إن كنتم تزعمون تكذيب رسولنا لأنه أمركم بإفراد الله بالعبادة. ويجوز أن يجعل السؤال عن شهرة الخبر. ومعنى الكلام : وإنا ما أمرنا بعبادة آلهة دوننا على لسان أحد من رسلنا. وهذا ردّ لقول المشركين ) لو شاء الرحمن ما عبدناهم ( ( الزخرف : ٢٠ ).
و ) مِنْ ( في قوله :( من قبلك ( لتأكيد اتصال الظرف بعامله.