" صفحة رقم ٢٥٢ "
( ٦٧ ٧٣ ) ) (
استئناف يفيد أمرين :
أحدهما : بيان بعض الأهوال التي أشار إليها إجمال التهديد في قوله :( فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم ( ( الزخرف : ٦٥ ).
وثانيهما : موعظة المشركين بما يحصل يوم القيامة من الأهوال لأمثالهم والحَبرة للمؤمنين. وقد أوثر بالذكر هنا من الأهوال ما له مزيد تناسب لحال المشركين في تألبهم على مناواة الرّسول ( ﷺ ) ودين الإسلام، فإنهم ما ألَّبَهم إلا تناصرهم وتوادّهم في الكفر والتباهي بذلك بينهم في نواديهم وأسمارهم، قال تعالى حكاية عن إبراهيم :( وقال إنّما اتخذتم من دون الله أوثاناً مودةَ بينكم في الحياة الدنيا ثم يومَ القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً ( ( العنكبوت : ٢٥ ) وتلك شنشنة أهل الشرك من قبل.
وفي معنى هذه الآية قوله المتقدم آنفاً ) حتى إذا جَاآنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ( ( الزخرف : ٣٨ ).
و ) الأخلاء ( : جمع خليل، وهو الصاحب الملازم، قيل : إنه مشتق من التخلل لأنه كالمتخلّل لصاحبه والممتزج به، وتقدم في قوله :( واتّخذ الله إبراهيم خليلاً ( في سورة النساء. والمضاف إليه ( إذْ ) من قوله :( يومئذٍ ( هو المعوَّضُ عنه التنوين دلّ عليه المذكور قبله في قوله :( من عذاب يوم أليم ( ( الزخرف : ٦٥ ).


الصفحة التالية
Icon