" صفحة رقم ٢٧٤ "
يقال : صَفح يصفح من باب منع بمعنى : أعرضَ وترك، وتقدم في أول السورة ) أفنضربُ عنكم الذكر صفحاً ( ( الزخرف : ٥ ) ولكن الصفح المأمور به هنا غير الصفح المُنكَر وقوعُه في قوله :( أفنضرب عنكم الذكر صَفحاً. وفرع عليه فسوف تعلمون ( تهديداً لهم ووعيداً. وحذف مفعول ) تعلمون ( للتهويل لتذهب نفوسهم كل مذهب ممكن. وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر ورَوْح عن يعقوب ) تعلمون ( بالمثناة الفوقية على أن ) فسوف تعلمون ( مما أمر الرسول بأن يقوله لهم، أي وقل سوف تعلمون. وقرأه الجمهور بياء تحتية على أنه وعد من الله لرسوله ( ﷺ ) بأنه منتقم من المكذبين.
وما في هذه الآية من الأمر بالإعراض والتسليم في الجدال والوعيد ما يؤذن بانتهاء الكلام في هذه السورة وهو من براعة المقطع.