" صفحة رقم ٣٣٤ "
عنهم، وتقدم في قوله :( لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً ( في سورة آل عمران.
و ) ما كسبوا ( : أموالهم. و ) شيئاً ( منصوب على المفعولية المطلقة، أي شيئاً من الإغناء لأن ) شيئاً ( من أسماء الأجناسسِ العاليةِ فهو مفسر بما وقع قبله أو بعده، وتنكيره للتقليل، أي لا يدفع عنهم ولو قليلاً من جهنم، أي عذابها.
) ولا ما اتخذوا ( عطف على ) ما كسبوا ( وأعيد حرف النفي للتأكيد، و ) أولياء ( مفعول ثان ل ) اتخذوا ). وحذف مفعوله الأول وهو ضميرهم لوقوعه في حيز الصلة فإن حذف مثله في الصلة كثير.
وأردف ) عذاب مهين ( بعطف ) ولهم عذاب عظيم ( لإفادة أن لهم عذاباً غير ذلك وهو عذاب الدنيا بالقتل والأسر، فالعذاب الذي في قوله :( ولهم عذاب عظيم ( غير العذاب الذي في قوله :( أولئك لهم عذاب مهين ).
جملة ) هذا هدى ( استئناف ابتدائي انتُقل به من وصف القرآن في ذاته بأنه منزل من الله وأنه من آيات الله إلى وصفه بأفضل صفاته بأنه هدى، فالإشارة بقوله :( هذا ( إلى القرآن الذي هو في حال النزول وَالتِلاوةِ فهو كالشيء المشاهد، ولأنه قد سبق من أوصافه من قوله :( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ( ( الجاثية : ٢ ) وقوله :( تلك آيات الله ( ( الجاثية : ٦ ) إلى آخره ما صيره متميزاً شخصاً بِحسن الإشارة إليه. ووصف القرآن بأنه ) هدى ( من الوصف بالمصدر للمبالغة، أي : هاد للناس، فمن آمن فقد اهتدى ومن كفر به فله عذاب لأنه حَرَمَ نفسه من الهدى فكان في الضلال وارتبق في المفاسد والآثام.


الصفحة التالية
Icon