" صفحة رقم ٣٧٤ "
وعبر بالسيئات عن جزائها إشارة إلى تمام المعادلة بين العمل وجزائه حتى جعل الجزاء نفسَ العمل على حد قوله :( فذُوقوا ما كنتم تكنزونَ ( ( التوبة : ٣٥ ).
ومعنى ) حاق ( أحاط.
و ) ما كانوا به يستهزئون ( يعُم كلّ ما كان طريق استهزاء بالإسلام من أقوالهم الصادرة عن استهزاء مثل قولهم :( إن نظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين ( ( الجاثية : ٣٢ ). وقول العاصِي بن وائل لخباب بن الأرتّ : لأوتين مالاً وولدا في الآخرة فأقضي منه دينَك. ومن الأشياء التي جعلوها هُزؤاً مثل عذاب جهنم وشجرة الزقوم وهو ما عبر عنه آنفاً ب ) سيئات ما عملوا ). وإنما عدل عن الإضمار إلى الموصولية لأن في الصلة تغليطاً لهم وتنديماً على ما فرطوا من أخذ العدة ليوم الجزاء على طريقة قول عبدة بن الطيب :
إن الذين تُرونَهم إخوانَكم
يشفي غليلَ صدورهم أن تُصرعوا
والمعنى : أنهم قد أودعوا جهنم فأحاط بهم سرداقها.
والباء في ) به يستهزئون ( يجوز حملها على السببية وعلى تعدية فعل ) يستهزئون ( إلى ما لا يتعدى إليه أي العذاب.
( ٣٤، ٣٥ )
لما أودعوا جهنم وأحاطت بهم نودوا ) اليوم ننساكم ( إلى آخره تأييساً لهم من العفو عنهم.
وبُني فعل ) قيل ( للنائب حطّاً لهم عن رتبة أن يصرح باسم الله في حكاية الكلام الذي واجههم به كما أشرنا إليه عند قوله آنفاً ) وإذا قيل إن وعد الله