" صفحة رقم ٣٧٨ "
ثم أتبع بوصف ) رب العالمين ( وهم سكان السماوات والأرض تأكيداً لكونهم محقوقين بأن يحمدوه لأنه خالق العوالم التي هم منتفون بها وخالق ذواتهم فيها كذلك.
وعقب ذلك بجملة ) وله الكبرياء في السماوات والأرض ( للإشارة إلى أن استدعاءه خلقَه لحمده إنما هو لنفعهم وتزكية نفوسهم فإنه غني عنهم كما قال :( وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمونِ ( ( الذاريات : ٥٦، ٥٧ ).
وتقديم المجرور في ) وله الكبرياء ( مثله في ) فللَّه الحمد ). والكبرياء : الكبر الحق الذي هو كمال الصفات وكمال الوجود. ثم أتبع ذلك بصفتي ) العزيز الحكيم ( لأن العزة تشمل معاني القدرة والاختيارِ، والحكمةَ تجمع معاني تمام العلم وعمومه. وبهذه الخاتمة آذن الكلام بانتهاء السورة فهو من براعة خواتم السور.