" صفحة رقم ٢٩٧ "
وتنوين ) كل ( تنوين عوض عن المضاف إليه، أي كلّ أولئك. و ) حقّ ( صدق وتحقّق.
والوعيد : الإنذار بالعقوبة واقتضى الإخبار عنه ب ) حق ( أن الله توعدهم به فلم يعبأوا وكذبوا وقوعه فحق وصدق. وحذفت ياء المتكلم التي أضيف إليها ) وعيد ( للرعي على الفاصلة وهو كثير.
تشير فاء التفريع إلى أن هذا الكلام مفرع على ما قبله وهو جملة ) أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها ( ( ق : ٦ ) وقوله :( تبصرة وذكرى ( ( ق : ٨ ) المعرض بأنهم لم يتبصروا به ولم يتذكروا. وقوله :( فأنبتنا به جنات ( ( ق : ٩ ) وقوله :( وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج ( ( ق : ١١ ).
ويجوز أن يجعل تفريعاً على قوله :( كذلك الخروج ).
والاستفهام المفرَّع بالفاء استفهام إنكار وتغليط لأنهم لا يسعهم إلاّ الاعتراف بأن الله لم يعي بالخلق الأول إذ لا ينكر عاقل كمال قدرة الخالق وعدم عجزه.
و ) عيينا ( معناه عجزنا، وفعِل ( عَيَّ ) إذا لم يتصل به ضمير يقال مُدغماً وهو الأكثر ويقال : عيِيَ بالفك فإذا اتصل به ضمير تعين الفك. ومعناه : عجز عن إتقان فعل ولم يهتد لحيلته. ويعدّى بالباء يقال : عيي بالأمر والباء فيه للمجاوزة. وأما أعيا بالهمزة في أوله قاصراً فهو للتعب بمشي أو حمل ثقل وهو فعل قاصر لا يُعدّى بالباء. فالمعنى : ما عجزنا عن الخلق الأول للإنسان فكيف تعجز عن إعادة خلقه.
و ) بل ( في قوله :( بل هم في لبس من خلق جديد ( للإضراب الإبطالي عن


الصفحة التالية
Icon