" صفحة رقم ٣٢٢ "
ثم ذكرت المبالغة في إكرامهم بعد ذلك كله بقوله :( ادخلوها بسلام (، ثم طمْأنهم بأن ذلك نعيم خالد، وزِيد في إكرامهم بأن لهم ما يشاؤون ما لم يروه حين الدخول، وبأن الله عدهم بالمزيد من لدنه.
( ٣٦، ٣٧ )
انتقال من الاستدلال إلى التهديد وهو معطوف على ما قبله وهذا العطف انتقال إلى الموعظة بما حل بالأمم المكذبة بعد الاستدلال على إمكان البعث بقوله :( قد علمنا ما تنقص الأرض منهم ( ( ق : ٤ ) وما فُرّع عليه من قوله :( أفَعَيِينَا بالخلق الأول ( ( ق : ١٥ ). وفي هذا العطف الوعيد الذي أجمل في قوله :( كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرّس إلى قوله : فحقّ وعيد ( ( ق : ١٢، ١٤ ). فالوعيد الذي حقّ عليهم هو الاستئصال في الدنيا وهو مضمون قوله :( وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشاً ).
والخبر الذي أفاده قوله :( وكم أهلكنا قبلهم ( تعريض بالتهديد وتسلية للنبيء ( ﷺ ) وضميرا ) قبلهم ( و ) منهم ( عائدان إلى معلوم من المقام غير مذكور في الكلام كما تقدم في قوله أول السورة من قوله :( بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم ويفسره قوله بعده فقال الكافرون هذا شيء عجيب ( ( ق : ٢ ). وجرى على ذلك السَّنَن قوله :( كَذَّبت قبلهم قوم نوح ( وقوله :( بل هم في لبس من خلق جديد ( ( ق : ١٥ )، ونظائره في القرآن كثيرة.
و ) كم ( خبرية وجرّ تمييزها ب ) من ( على الأصل.
والبطش : القوة على الغير. والتنقيب : مشتق من النقْب بسكون القاف بمعنى الثقب، فيكون بمعنى :


الصفحة التالية
Icon