" صفحة رقم ٩٧ "
والخمر : عصير العنب الذي يترك حتى يصيبه التخمر وهو الحموضة مثل خمير العجين. و ) لَذَة ( وصفٌ وليس باسم، وهو تأنيث اللذّ، أي اللذيذ قال بشار :
ذكرت شبابي اللذّ غير قريب
ومجلس لهو طاب بين شروب
واللّذاذة : انفعال نفساني فيه مسرة، وهي ضد الألم وأكثر حصوله من الطعوم والأشربة والملامس البدنية، فوصف خمر هنا بأنها ) لذة ( معناه يجد شاربها لذاذة في طعمها، أي بخلاف خمر الدنيا فإنها حريقة الطعم فلولا ترقب ما تفعله في الشارب من نشوة وطرب لما شربها لحُموضة طعمها.
والعسل المصفى : الذي خُلِّص مما يخالط العسل من بقايا الشمع وبقايا أعضاء النحل التي قد تموت فيه، وتقدم الكلام على العسل وتربيته في سورة النحل.
ومعنى ) من كلّ الثمرات ( أصناف من جميع أجناس الثمرات، فالتعريف في ) الثمرات ( للجنس، و ) كُلّ ( مستعملة في حقيقتها وهو الإحاطة، أي جميع ما خلق الله من الثمرات مما علموه في الدنيا وما لم يعلموه مما خلقه الله للجنة. و ) مِن ( تبعيضية، وهذا كقوله تعالى :( فيهما من كل فاكهة زوجان ( ( الرحمن : ٥٢ ).
و ) مغفرة ( عطف على ) أنهار ( وما بعده، أي وفيها مغفرة لهم، أي تجاوز عنهم، أي إطلاق في أعمالهم لا تكليف عليهم كمغفرته لأهل بدر إذ بينت بأن يعملوا ما شاؤوا في الحديث ( لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) وقد تكون المغفرة كناية عن الرضوان عليهم كما قال تعالى :( ورضوان من الله أكبر ( ( التوبة : ٧٢ ).
وتقدير المضاف في ) مثله ( ظاهر للقرينة. وقوله :( وسُقوا ماءً حميعاً ( جيء به لمقابلة ما وصف من حال أهل الجنة الذي في قوله :( فيها أنهار من ماء غير آسن ( إلى قوله :( من كل الثمرات (، أي أن أهل النار محرومون من جميع ما ذكر من المشروبات. وليسوا بذائقين إلا الماء


الصفحة التالية
Icon