" صفحة رقم ١٠٤ "
وهذه الوجوه غير متنافية فنحملها على أن جميعها مقصود في هذا المقام.
ولك أن تجعل فعل ( أرأيتم ) ( على اعتبار الرؤية علمية ) معلّقاً عن العمل لوقوع ) إنْ ( النافية بعده في قوله :( إن هي إلا أسماء سميتموها ( وتجعل جملة ) ألكم الذكر وله الأنثى ( إلى قوله :( ضيزى ( اعتراضاً.
واللاتُ : صنم كان لثقيف بالطائف، وكانت قريش وجمهور العرب يعبدونه، وله شهرة عند قريش، وهو صخرة مربعة بنوا عليها بناء. وقال الفخر :( كان على صورة إنسان، وكان في موضع منارة مسجد الطائف اليسرى ) كذا قال القرطبي فلعل المسجد كانت له منارتان.
والألف واللام في أول ) اللات ( زائدتان. و ( ال ) الداخلة عليه زائدة ولعل ذلك لأن أصله : لاَتْ، بمعنى معبود، فلما أرادوا جعله علماً على معبود خاص أدخلوا عليه لام تعريف العهد كما في ) الله ( فإن أصله إله. ويوقف عليه بسكون تائه في الفصحى.
وقرأ الجمهور :( اللات ( بتخفيف المثناة الفوقية. وقرأه رويس عن يعقوب بتشديد التاء وذلك لغة في هذا الاسم لأن كثيراً من العرب يقولون : أصل صخرته موضع كان يجلس عليه رجل في الجاهلية يلتّ السويق للحاج فلما مات اتخذوا مكانه معبداً.
و ) العُزى ( : فُعلَي من العِزّ : اسم صنم حجر أبيض عليه بناء وقال الفخر :( كان على صورة نبات ) ولعله يعني : أن الصخرة فيها صورة شجر، وكان ببطن نخلة فوق ذات عرق وكان جمهور العرب يعبدونها وخاصة قريش وقد قال أبو سفيان يوم أُحد يخاطب المسلمين ( لنا العزى ولا عزى لكم ).
وذكر الزمخشري في تفسير سورة الفاتحة أن العرب كانوا إذا شَرعوا في عمل قالوا : بسم اللات باسم العزى.
وأما ) مناة ( فعَلَم مرتجل، وهو مؤنث فحقه أن يكتب بهاء تأنيث في آخره ويوقف عليه بالهاء، ويكون ممنوعاً من الصرف، وفيه لغة بالتاء الأصلية في آخره


الصفحة التالية
Icon