" صفحة رقم ١٦٢ "
العبادة التي يستحقها إلا هو كعدم العبادة إذ الإِشراك إخلال كبير بعبادة الله قال تعالى : واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ( ( النساء : ٣٦ ).
وقد ثبت في الأخبار الصحيحة أن النبي ( ﷺ ) قرأ النجم فسجد فيها أي عند قوله :( فاسجدوا لله واعبدوا ( وسجد من كان معه من المسلمين والمشركين إلا شيخاً مشركاً ( هو أمية بن خلف ) أخذ كفًّا من تراب أو حصى فرفعه إلى جهته وقال : يكفيني هذا. وروي أن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود كانا يسجدان عند هذه الآية في القراءة في الصلاة.
وفي ( أحكام ) ابن العربي أن ابن عمر سجد فيها، وفي ( الصحيحين ) و ( السنن ) عن زيد بن ثابت قال : قرأت النجم عند النبي ( ﷺ ) فلم يسجد فيها. وفي ( سنن ابن ماجه ) عن أبي الدرداء ( سجدت مع النبي ( ﷺ ) إحدَى عشرة سجدة ليس فيها من المفصّل شيء ). وعن أبي بن كعب : كان آخر فعل النبي ( ﷺ ) ترك السجود في المفصّل. وعن ابن عباس : أن النبي ( ﷺ ) لم يسجد في المفصل منذ تحول إلى المدينة، وسورة النجم من المفصَّل.
واختلف العلماء في السجود عند هذه الآية فقال مالك : سجدة النجم ليست من عزائم القرآن ( أي ليست مما يسنّ السجود عندها. هذا مراده بالعزائم وليس المراد أن من سجود القرآن عَزائمَ ومنه غيرُ عزائم ف ( عزائم ) وصف كاشف ) ولم ير سجود القرآن في شيء من المفصل، ووافقه أصحابه عدا ابن وهب قرآها من عزائم السجود، هي وسجدة سورة الانشقاق وسجدة سورة العلق مثل قول أبي حنيفة. وفي ( المنتقى ) : أنه قول ابن وهب وابن نافع.
وقال أبو حنيفة : هي من عزائم السجود. ونسب ابن العربي في ( أحكام القرآن ) مثله إلى الشافعي، وهو المعروف في كتب الشافعية والحنابلة.
وإنما سجد النبي ( ﷺ ) فيها وإن كان الأمر في قوله :( فاسجدوا ( مفرعاً على خطاب المشركين بالتوبيخ، لأن المسلمين أولى بالسجود لله وليعضد الأمر القولي بالفعل ليبادر به المشركون. وقد كان ذلك مذكراً للمشركين بالسجود لله


الصفحة التالية
Icon