" صفحة رقم ٢٤١ "
( ١٠ ١٢ ) ) لله (
عطف على ) والسماء رفعها ( ( الرحمن : ٧ ) وهو مقابلُهُ في المزاوجة والوضع يقابل الرفع، فحصل محسِّن الطباق مرتين، ومعنى ) وضعها ( خفضها لهم، أي جعلها تحت أقدامهم وجُنوبهم لتمكينهم من الانتفاع بها بجميع ما لهم فيها من منافع ومعالجات.
واللام في ) للأنام ( لَلأجْل. والأنام : اختلفت أقوال أهللِ اللغة والتفسير فيه، فلم يذكره الجوهري ولا الراغب في ( مفردات القرآن ) ولا ابن الأثير في ( النهاية ) ولا أبو البقاء الكفوي في ( الكليات ). وفسره الزمخشري بقوله :( الخلق وهو كل ما ظهر على وجه الأرض من دابة فيها روح ). وهذا مروي عن ابن عباس وجمععٍ من التابعين. وعن ابن عباس أيضاً : أنه الإِنسان فقط. وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه.
وسياق الآية يرجح أن المراد به الإنسان، لأنه في مقام الامتنان والاعتناء بالبشر كقوله :( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ( ( البقرة : ٢٩ ).
والظاهر أنه اسم غير مشتق وفيه لغات : أنام كسحاب، وآنام كساباط، وأنيم كأمير.
وجملة ) فيها فاكهة ( إلى آخرها مبينة لجملة ) والأرض وضعها للأنام ( وتقديم ) فيها ( على المبتدأ للاهتمام بما تحتوي عليه الأرض.
ولما كان قوله :( وضعها للأنام ( يتضمن وضعاً وعِلة لذلك الوضْع كانت الجملة المبينة له مشتملة على ما فيه العبرة والامتنان.
والفاكهة : اسم لما يؤكل تفكهاً لا قوتاً مشتقة من فَكِه كفرح، إذا طابت نفسه بالحديث والضحك، قال تعالى :( فظلتم تفكَّهون ( ( الواقعة : ٦٥ ) لأن أكل ما يلذ للأكل وليس بضروري له إنما يكون في حال الانبساط.


الصفحة التالية
Icon