" صفحة رقم ٢٥٠ "
وإن كان المراد بالبحرين : البحر الملح، والبحر العذب كانت ( من ) في قوله :( منهما ( للسببية كما في قوله تعالى :( فمن نفسك في سورة النساء، أي يخرج اللؤلؤ والمرجان بسببهما، أي بسبب مجموعهما. أما اللؤلؤ فأجْودُهُ ما كان في مصبّ الفرات على خليج فارس، قال الرماني : لما كان الماء العذب كاللقاح للماء الملح في إخراج اللؤلؤ، قيل : يخرج منهما كما يقال : يتخلق الولد من الذكر والأنثى، وقد تقدم بيان تَكون اللؤلؤ في البحار في سورة الحج.
وقال الزجّاج : قد ذكرهما الله فإذا خرج من أحدهما شيء فقد خرج منهما وهو كقوله تعالى : ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً ( ( نوح : ١٥، ١٦ )، والقمر في السماء الدنيا. وقال أبو علي الفارسي : هو من باب حذف المضاف، أي من أحدهما كقوله تعالى :( على رجل من القريتين عظيم ( ( الزخرف : ٣١ ) أي من إحداهما.
و ) المرجان ( : حيوان بحري ذو أصابع دقيقة ينشأ ليّناً ثُمَّ يتحجّر ويتلوّن بلون الحمرة ويتصلب كلما طال مكثه في البحر فيستخرج منه كالعروق تتخذ منه حلية ويسمى بالفارسية ( بسَذ ). وقد تتفاوت البحار في الجيّد من مرجانها. ويوجد ببحر طَبرقَة على البحر المتوسط في شمال البلاد التونسية.
و ) المرجان ( : لا يخرج من ملتقى البحرين الملح والعذب بل من البحر الملح.
وقيل : المرجان اسم لصغار الدرّ، واللؤلؤ كباره فلا إشكال في قوله منهما.
وقرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب ) يخرج ( بضم الياء وفتح الراء على البناء للمجهول. وقرأ الباقون ) يخرج بفتح الياء وضم الراء لأنهما إذا أخرجهما الغوّاصون فقد خرجا.
وبين قوله : مرج ( ( الرحمن : ١٩ ) وقوله :( والمرجان ( الجناس المذيّل.
تكرير لنظيره المتقدم أولاً.


الصفحة التالية
Icon