" صفحة رقم ٢٦٤ "
والمعنى : يمشون بين مكان النار وبين الحميم فإذا أصابهم حرّ النار طلبوا التبرد فلاح لهم الماء فذهبوا إليه فأصابهم حرُّه فانصرفوا إلى النار دَوَاليْك وهذا كقوله : وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل ( ( الكهف : ٢٩ ).
وآنٍ : اسم فاعل من أنَى، إذا اشتدت حرارته.
مثل موقع الذي قبله في التكرير.
( ٤٦ ٥٣ ) ) (
انتقال من وصف جزاء المجرمين إلى ثواب المتقين. والجملة عطف على جملة ) يعرف المجرمون بسيماهم ( ( الرحمن : ٤١ ) إلى آخرها، وهو أظهر لأن قوله في آخرها ) يطوفون بينها وبين حميم آنٍ يفيد معنى أنهم فيها.
واللام في لمن خاف ( لام الملك، أي يعطي من خاف ربه ويملك جنتين، ولا شبهة في أن من خاف مقام ربه جنس الخائفين لا خائف معيّن فهو من صيغ العموم البدلي بمنزلة قولك : وللخائف مقام ربه. وعليه فيجيء النظر في تأويل تثنية ) جنتان ( فيجوز أن يكون المراد : جنسين من الجنات.
وقد ذكرت الجنات في القرآن بصيغة الجمع غير مرة وسيجيء بعد هذا قوله :( ومن دونهما جنتان ( ( الرحمن : ٦٢ ) فالمراد جنسان من الجنات.
ويجوز أن تكون التثنية مستعملة كناية عن التعدد، وهو استعمال موجود في الكلام الفصيح وفي القرآن قال الله تعالى :( ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك


الصفحة التالية
Icon