" صفحة رقم ٢٩٤ "
والأباريق : جمع إبريق وهو إناء تحمل فيه الخمر للشاربين فتُصب في الأكواب، والإِبريق له خرطوم وعروة.
والكأس : إناء للخمر كالكوب إلا أنه مستطيل ضيق المَشرب وتقدم في سورة الصافات.
والكأس جنس يصدق بالواحد والمتعدد فليس إفراده هنا للوحدة فإن المراد كؤوس كثيرة كما اقتضاه جمع أكواب وأباريق، فإذا كانت آنية حمل الخمر كثيرة كانت كؤوس الشاربين أكثر، وإنما أوثرت صيغة المفرد لأن في لفظ كؤوس ثقلاً بوجود همزة مضمومة في وسطه مع ثقل صيغة الجمع.
والمعين : الجاري، والمراد به الخمر التي لكثرتها تجري في المجاري كما يجري الماء وليست قليلة عزيزة كما هي في الدنيا، قال تعالى :( وأنهارٌ من خمر لذة للشاربين ( ( محمد : ١٥ ).
وليس المراد بالمَعين الماء لأن الكأس ليست من آنية الماء وإنما آنيتهما الأقداح، وقد تقدم في سورة الصافات ( ٤٥، ٤٧ ) ) يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غَول ولا هم عنها ينزفون وتلك صفات الخمر.
والتصديع : الإِصابة بالصُداع، وهو وجع الرأس من الخُمار الناشىء عن السكر، أي لا تصيبهم الخمر بصُداع.
ومعنى ( عنها ) مجاوزين لها، أي لا يقع لهم صداع ناشىء عنها، أي فهي منزهة عن ذلك بخلاف خمور الدنيا فاستعملت ( عن ) في معنى السببية.
وعُطف ولا ينزفون ( على ) لا يصدعون عنها ( فيقدر له متعلق دل عليه متعلق ) لا يصدعون ( فقد قال في سورة الصافات، ) ولا هم عنها ينزفون أي لا يعتريهم نَزْف بسببها كما يحصل للشاربين في الدنيا.
والنزْف : اختلاط العقل، وفعله مبني للمجهول يقال : نُزف عقله مثل : عُني فهو منزوف.