" صفحة رقم ٣٠٠ "
وسَكْب الماء : صبّه، وأطلق هنا على جريه بقوة يشبه السَّكْب وهو ماء أنهار الجنة.
والفاكهة : تقدمت آنفاً.
ووصفت ب ) لا مقطوعة ولا ممنوعة ( وصفاً بانتفاء ضد المطلوب إذ المطلوب أنها دائمة مبذولة لهم. والنفي هنا أوقع من الإثبات لأنه بمنزلة وصففٍ وتوكيده، وهم لا يصفون بالنفي إلا مع التكرير بالعطف كقوله تعالى :( زيتونة لا شَرقِيَّة ولا غربية ( ( النور : ٣٥ ). وفي حديث أم زرع :( قالت المرأة الرابعة : زوجي كلَيل تِهامة لاَ حَرّ ولا قُرٌّ ولا مَخافةٌ ولا سآمةٌ ).
ثم تارة يقصد به إثبات حالة وسطى بين حالي الوصفين المنفيين كما في قول أم زرع :( لا حَرّ ولا قَرّ )، وفي آية :( لا شرقية ولا غربية ( ( النور : ٣٥ ) وهذا هو الغالب وتارة يقصد به نفي الحالين لإثبات ضديهما كما في قوله :( لا مقطوعة ولا ممنوعة ( وقوله الآتي :( لا بارد ولا كريم ( ( الواقعة : ٤٤ )، وقول المرأة الرابعة في حديث أمّ زرع :( ولا مخافة ولا سآمة ).
وجمع بين الوصفين لأن فاكهة الدنيا لا تخلو من أحد ضدي هذين الوصفين فإن أصحابها يمنعونها فإن لم يمنعوها فإن لها إباناً تنقطع فيه.
والفُرش : جمع فِراش بكسر الفاء وهو ما يفرش وتقدم في سورة الرحمن. و ) مرفوعة ( : وصف ل ) فرش (، أي مرفوعة على الأسرة، أي ليست مفروشة في الأرض.
ويجوز أن يراد بالفُرُش الأسرّة من تسمية الشيء باسم ما يحل فيه.
( ٣٥ ٣٨ ) ) (
لما جرى ذكر الفُرش وهي مما يعد للاتكاء والاضطجاع وقت الراحة في المنزل يخطر بالبال بادىء ذي بدء مصاحبة الحُور العين معهم في تلك الفرش فيتشوف إلى


الصفحة التالية
Icon