" صفحة رقم ٣٣١ "
بعظمة الكواكب وبتداولها خِلفة بعد أخرى، وذلك أمر عظيم يحق القسم به الراجع إلى القسم بمُبدعه.
ويطلق الوقوع على الحلول في المكان، يقال : وقعت الإِبل، إذا بركت، ووقعت الغنم في مرابضها، ومنه جاء اسم الواقعة للحادثة كما تقدم، فالمواقع : محالُّ وقوعها وخطوط سيرها فيكون قريباً من قوله :( والسماء ذات البروج ( ( البروج : ١ ).
والمواقع هي : أفلاك النجوم المضبوطة السير في أفق السماء، وكذلك بروجها ومنازلها.
وذكر ( مواقع النجوم ) على كلا المعنيين تنويه بها وتعظيم لأمرها لدلالة أحوالها على دقائق حكمة الله تعالى في نظام سيرها وبدائع قدرته على تسخيرها.
ويجوز أن يكون ( مواقع ) جمع موقع المصدر الميمي للوقوع.
ومن المفسرين من تأول النجوم أنها جمع نجم وهو القِسط الشيء من مال وغيره كما يقال : نجومُ الديات والغرامات وجعلوا النجوم، أي الطوائف من الآيات التي تنزل من القرآن وهو عن ابن عباس وعكرمة فيؤول إلى القسم بالقرآن على حقيقته على نحو ما تقدم في قوله تعالى :( والكتاب المبين إنا جعلناه قرآناً عربياً ( ( الزخرف : ٢، ٣ ).
وجملة ) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ( معترضة بين القسم وجوابه.
وضمير ) إنه ( عائد إلى القَسم المذكور في ) لا أقسم بمواقع النجوم (، أو عائداً إلى مواقع النجوم بتأويله بالمذكور فيكون قسم بمعنى مقسم به كما علمت آنفاً.
ويجوز أن يعود إلى المقسم عليه وهو ما تضمنه جواب القسم من قوله :( إنه لقرآن كريم ).
وجملة ) لو تعلمون ( معترضة بين الموصوف وصفته وهي اعتراض في اعتراض.
والعلْمُ الذي اقتضى شرطُ ) لو ( الامتناعية عدمَ حصوله لهم إن جعلت