" صفحة رقم ٣٤٨ "
ذو روح، أما من كان في العذاب فحياته أقل من الموت، قال تعالى : لا يموت فيها ولا يحيى ( ( الأعلى : ١٣ )، أي لأنه يتمنى الموت فلا يجده.
والريحان : شجر لورقة وقضبانه رائحة ذكية شديد الخضرة كانت الأمم تزين به مجالس الشراب. قال الحريري ( وطوراً يستبزل الدنان، ومرة يستنثق الريحان ) وكانت ملوك العرب تتخذهُ، قال النابغة :
يُحَيَّوْن بالريحان يوم السباسب
وتقدم عند قوله تعالى :( والحب ذو العصف والريحان في سورة الرحمن، فتخصيصه بالذكر قبل ذكر الجنة التي تحتوي عليه إيماء إلى كرامتهم عند الله، مثل قوله : والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ( ( الرعد : ٢٣، ٢٤ ).
وجملة ) فروح وريحان ( جواب ( أما ) التي هي بمعنى : مهما يكن شيء. وفُصل بين ( ما ) المتضمنة معنى اسم شرط وبين فعل شرط وبين الجواب بشرط آخر هو ) إن كان من المقربين ( لأن الاستعمال جرى على لزوم الفصل بين ( أمّا ) وجوابها بفاصل كراهية اتصال فاء الجواب بأداة الشرط لما التزموا حذف فعل الشرط فأقاموا مقامه فاصلاً كيفَ كان.
وجواب ( إن ) الشرطية محذوف أغنى عنه جواب ( أمَّا ).
وكذلك قوله :( فسلام لك من أصحاب اليمين ).
والسلام : اسم للسلامة من المكروه، ويطلق على التحية، واللام في قوله :( لك ( للاختصاص. والكلام إجمال للتنويه بهم وعلوّ مرتبتهم وخلاصهم من المكدرات لتذهب نفس السامع كل مذهب.
واختلف المفسرون في قوله :( فسلام لك من أصحاب اليمين ( فقيل : كاف الخطاب موجهة لغير معين، أي لكل من يسمع هذا الخبر. والمعنى : أن السلامة الحاصلة لأصحاب اليمين تسر من يبلغه أمرها. وهذا كما يقال :


الصفحة التالية
Icon