" صفحة رقم ٣٨٠ "
به من أحكام قليلة لها أدلتها الخاصة وذلك لإِبطال ما عند اليهود من وضع النساء في حالة ملعونات ومحرومات من معظم الطاعات.
وقد بيّنا شيئاً من ذلك عند قوله تعالى :( والأنثى بالأنثى في سورة البقرة.
والنور المذكور هنا نور حقيقي يجعله الله للمؤمنين في مسيرهم من مكان الحشر إكراماً لهم وتنويهاً بهم في ذلك المحشر.
والمعنى : يسعى نورهم حين يسعون، فحذف ذلك لأن النور إنما يسعى إذا سعى صاحبه وإلا لا نفصل عنه وتركه.
وإضافة ( نور ) إلى ضميرهم وجعلُ مكانه من بين أيديهم وبأيمانهم يبين أنه نور لذواتهم أكرموا به.
وانظر معنى هذه الإِضافة لِضميرهم، وما في قوله : يسعى ( من الاستعارة، ووجه تخصيص النور بالجهة الأمام وبالأيمان كل ذلك في سورة التحريم.
والباء في ) وبأيمانهم ( بمعنى ( عن ) واقتصر على ذكر الأيمان تشريفاً لها وهو من الاكتفاء، أي وبجانبيهم.
ويجوز أن تكون الباء للملابسة، ويكون النور الملابس لليمين نورَ كتاب الحسنات كما قال تعالى :( فأمَّا من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً ( ( الانشقاق : ٧، ٨ ) فإن كتاب الحسنات هدى فيكون لفظ ( النور ) قد استعمل في معنييه الحقيقي والمجازي وهو الهدى والبركة.
قال ابن عطية :( ومن هذه الآية انتُزع حمل المعتَق للشمعة ) ا هـ. ( لعله يشير إلى عادة كانت مألوفة عندهم أن يجعلوا بيد العبد الذي يعتقونه شمعة مشتعلة يحملها ساعة عتقه ولم أقف على هذا في كلام غيره ).
والبشرى : اسم مصدر بشَّر وهي الإِخبار بخبر يسر المخبَر، وأطلق المصدر على المفعول وهو إطلاق كثير مثل الخَلْق بمعنى المخلوق، أي الذي تُبشَّرون به


الصفحة التالية
Icon