" صفحة رقم ٣٩١ "
فأصل : أنى أَنِيَ وأصل آنَ : آوِن وآل معنى الكلمتين واحد.
واللام للعلة، أي ألم يأن لأجل الذين آمنوا الخشُوع، أي ألم يحقَّ حضوره لأجْلهم.
و ) أن تخشع ( فاعل ) يأن (، والخشوع : الاستكانة والتذلل.
و ) ذِكْر الله ( ما يذكرهم به النبي ( ﷺ ) أو هو الصلاة. و ) ما نزل من الحق ( القرآن، قال تعالى :( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ( ( الأنفال : ٢ ).
ويجوز أن يكون الوصفان للقرآن تشريفاً له بأنه ذكر الله وتعريفاً لنفعه بأنه نزل من عند الله، وأنه الحق، فيكون قوله :( وما نزل من الحق ( عطف وصف آخر للقرآن مثل قول الشاعر أنشده في ( الكشاف ) :
إلى الملك القِرْم وابن الهمّام... البيت
واللام في ) لذكر الله ( لام العلة، أي لأجل ذكر الله.
ومعنى الخشوع لأجله : الخشوع المسبب على سماعه وهو الطاعة والامتثال.
وقرأ نافع وحفص عن عاصم ) وما نزل ( بتخفيف الزاي. وقرأه الباقون بتشديد الزاي على أن فاعل ) نزل ( معلوم من المقام، أي الله.
و ) لا يكونوا ( قرأه الجمهور بياء الغائب. وقرأه رويس عن يعقوب ) ولا تكونوا ( بتاء الخطاب.
و ) لا ( نافية على قراءة الجمهور والفعل معمول ل ( أنْ ) المصدرية التي ذكرت قبله، والتقدير : ألم يأن لهم أن لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب. وعلى قراءة رويس عن يعقوب فتاء الخطاب الالتفات و ( لا ) نافية، والفعل منصوب بالعطف كقراءة الجمهور، أو ( لا ) ناهية والفعل مجزوم والعطف من عطف الجُمل.
والمقصود التحذير لا أنهم تلبسوا بذلك ولم يأن لهم الاقلاع عنه. والتحذير


الصفحة التالية
Icon