" صفحة رقم ٩٠ "
شيطان مارد ( ( الصافات : ٦، ٧ ) وقال :( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين ( ( الملك : ٥ ).
والقَسَم ب ) النجم ( لما في خَلقه من الدلالة على عظيم قدرة الله تعالى، ألا ترى إلى قول الله حكاية عن إبراهيم ) فلما جَنّ عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي ( ( الأنعام : ٧٦ ).
وتقييد القَسَم بالنجم بوقت غروبه لإِشعار غروب ذلك المخلوق العظيم بعد أَوْجه في شرف الارتفاع في الأفق على أنه تسخير لقدرة الله تعالى، ولذلك قال إبراهيم :( لا أحب الآفلين ( ( الأنعام : ٧٦ ).
والوجه أن يكون ) إذا هوى ( بدل اشتمال من النجم، لأن المرَاد من النجم أحواله الدالة على قدرة خالقه ومصرفه ومن أعظم أحواله حال هُويِّه، ويكون ) إذا ( اسم زمان مجرداً عن معنى الظرفية في محل جر بحرف القسم، وبذلك نتفادى من إشكال طَلب متعلق ) إذَا ( وهو إشكال أورده العلامة الجَنْزِي على الزمخشري، قال الطيبي وفي ( المقتبس ) قال الجَنْزِي :( فاوضتُ جارَ الله في قوله تعالى :( والنجم إذا هوى ( ما العامل في ) إذا ( ؟ فقال : العامل فيه ما تعلّق به الواو، فقلت : كيف يعمل فعل الحال في المستقبل وهذا لأن معنا أُقسم الآن، وليس معناه أُقسم بعد هذا فرجع وقال : العامل فيه مصدر محذوف تقديره : وهُوِيّ النجم إذا هَوَى، فعرضته على زين المشائخ فلم يستحسن قوله الثاني. والوجه أن ) إذا ( قد انسلخ عنه معنى الاستقبال وصار للوقت المجرد، ونحوه : آتيك إذا احمرّ البسر، أي وقت احمراره فقد عُرّي عن معنى الاستقبال لأنه وقعت الغنية عنه بقوله : آتيك اه. كلام الطيبي، فقوله :


الصفحة التالية
Icon