" صفحة رقم ٩٩ "
واللام في قوله :( الفؤاد ( عوض عن المضاف إليه، أي فؤاده وعليه فيكون تفريع الاستفهام في قوله :( أفتمارونه على ما يرى ( استفهاماً إنكارياً لأنهم مَارَوْه.
ويجوز أن يكون قوله :( ما كذب الفؤاد ما رأى ( تأكيداً لمضمون قوله :( فكان قاب قوسين ( ( النجم : ٩ ) فإنه يؤذن بأنه بمرأى من النبي ( ﷺ ) لرفع احتمال المجاز في تشبيه القرب، أي هو قرب حسي وليس مجرد اتصال رُوحاني فيكون الاستفهام في قوله :( أفتمارونه على ما يرى ( مستعملاً في الفرض والتقدير، أي أفستكذبونه فيما يرى بعينيه كما كذبتموه فيما بلغكم عن الله، كما يقول قائل :( أتحسبني غافلاً ) وقول عمر بن الخطاب للعباس وعليّ في قضيتهما ( أتحاولان مني قضاءً غير ذلك ).
وقرأ الجمهور ) ما كذب ( بتخفيف الذال، وقرأه هشام عن ابن عامر وأبو جعفر بتشديد الذال، والفاعل والمفعول على حالهما كما في قراءة الجمهور.
والفؤاد : العقل في كلام العرب قال تعالى :( وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً ( ( القصص : ١٠ ).
والكذب : أطلق على التخييل والتلبيس من الحواس كما يقال : كذبته عينه.
و ) ما ( موصولة، والرابط محذوف، وهو ضمير عائد إلى ) عبده ( في قوله :( فأوحى إلى عبده ( ( النجم : ١٠ ) أي ما رآه عبده ببصره.
وتفريع ) أفتمارونه ( على جملة ) ما كذب الفؤاد ما أرى ).
وقرأ الجمهور ) أفتمارونه ( من المماراة وهي الملاحاة والمجادلة في الإِبطال. وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب وخلف ) أفتمرونه ( بفتح الفوقية وسكون الميم مضارع مَرَاه إذا جحده، أي أتجحدونه أيضاً فيما رأى، ومعنى القراءتين متقارب.


الصفحة التالية
Icon