" صفحة رقم ٢٠٠ "
والتشبيه لقصد التنظير والتأسّي فقد صدق الحواريون وعدهم وثبتوا على الدّين ولم تزعزعهم الفتن والتعذيب.
و ( ما ) مصدرية، أي كقول عيسى وقول الحواريين. وفيه حذف مضاف تقديره : لكوننِ قوللِ عيسى وقول الحواريين. فالتشبيه بمجموع الأمرين قول عيسى وجواب الحواريين لأن جواب الحواريين بمنزلة الكلام المفرع على دعوة عيسى وإنما تحذف الفاء في مثله من المقاولات والمحاورات للاختصار، كما تقدم في قوله تعالى :( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها في سورة البقرة.
وقول عيسى من أنصاري إلى الله ( استفهام لاختبار انتدَابهم إلى نصر دين الله معه نظير قول طرفة :
إن القوم قالوا مَن فتىً خلت إنني
عُنيت فلم أكسَل ولم أتبلد
وإضافة ) أنصار ( إلى ياء المتكلم وهو عيسى باعتبارهم أنصارَ دعوته.
و ) إلى الله ( متعلق ب ) أنصاري ). ومعنى ) إلى ( الانتهاء المجازي، أي


الصفحة التالية
Icon