" صفحة رقم ٢٧٢ "
وجملة ) ثم لتنبؤن بما عملتم ( ارتقاء في الإِبطال.
و ) ثم ( للتراخي الرتبي فإن إنباءهم بما عملوا أهم من إثبات البعث إذ هو العلة للبعث.
والإِنباء : الإِخبار، وإنباؤهم بما عملوا كناية عن محاسبتهم عليه وجزائهم عما عملوه، فإن الجزاء يستلزم علم المجازَى بعمله الذي جوزي عليه فكانَ حصول الجزاء بمنزلة إخباره بما عمله كقوله تعالى :( إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا ( ( لقمان : ٢٣ ).
وهذا وعيد وتهديد بجزاء سَيّىءٍ لأن المقام دليل على أن عملهم سَيىء وهو تكذيب الرسول ( ﷺ ) وإنكار ما دعاهم إليه.
وجملة ) وذلك على الله يسير ( تذييل، والواو اعتراضية.
واسم الإِشارة : إما عائد إلى البعث المفهوم من ) لتبعثن ( مثل قوله :( اعدلوا هو أقرب للتقوى ( ( المائدة : ٨ ) أي العدل أقرب للتقوى، وإما عائد إلى معنى المذكور من مجموع ) لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم ).
وأخبر عنه ب ) يسير ( دون أن يقال : وَاقِع كما قال :( وإن الدين لواقع ( ( الذاريات : ٦ )، لأن الكلام لردّ إحالتهم البعث بعلة أن أجزاء الجسد تفرقت فيتعذر جمعها فذكِّروا بأن العسير في متعارف الناس لا يعسر على الله وقد قال في الآية الأخرى ) وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ( ( الروم : ٢٧ ).
من جملة القول المأمور رسول الله ( ﷺ ) بأن يقوله.
والفاء فصيحة تفصح عن شرط مقدّر، والتقدير : فإذا علمتم هذه الحجج وتذكّرتم ما حلّ بنظرائكم من العقاب وما ستَنبّؤونَ به من أعمالكم فآمنوا بالله ورسوله والقرآن، أي بنصه.


الصفحة التالية
Icon