" صفحة رقم ٢٧٤ "
تقدم ) هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير ( ( التغابن : ٢ ) فإن لكفر الكافرين وإيمان المؤمنين آثاراً ظاهرة محسوسة فعلقت بالوصف الدال على تعلق العلم الإِلاهي بالمحسوسات.
( ٩، ١٠ )
متعلقٌ بفعل ) لتنبؤن بما عملتم ( ( التغابن : ٧ ) الذي هو كناية عن ( تُجَازوْنَ ) على تكذيبكم بالبعث فيكون من تمام ما أُمر النبي ( ﷺ ) بأن يقوله لهم ابتداء من قوله تعالى :( قل بلى وربي لتبعثن ( ( التغابن : ٧ ).
والضمير المستتر في ) يجمعكم ( عائد إلى اسم الجلالة في قوله :( والله بما تعملون خبير ( ( التغابن : ٨ ).
ومعنى ) يجمعكم ( يجمع المخاطبين والأمم من الناس كلهم، قال تعالى :( هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين ( ( المرسلات : ٣٨ ).
ويجوز أن يراد الجمع الذي في قوله تعالى :( أيحسب الإِنسان أن لن نجمع عظامه ( ( القيامة : ٣ )، وهذا زيادة تحقيق للبعث الذي أنكروه.
واللام في ) ليوم الجمع ( يجوز أن يكون للتعليل، أي يجمعكم لأجل اليوم المعروف بالجمع المخصوص. وهو الذي لأجل جمع الناس، أي يبعثكم لأجل أن يجمع الناس كلهم للحساب، فمعنى ) الجمع ( هذا غيرُ معنى الذي في ) يجمعكم ). فليس هذا من تعليل الشيء بنفسه بل هو من قبيل التجنيس.
ويجوز أن يكون اللام بمعنى ( في ) على نحو ما قيل في قوله تعالى :( لا يجليها لوقتها إلا هو ( ( الأعراف : ١٨٧ )، وقوله :( يا ليتني قدمت لحياتي ( ( الفجر : ٢٤ ) وقول العرب : مضى لسبيله، أي في طريقه وهو طريق الموت.
والأحسن عندي أن يكون اللام للتوقيت، وهي التي بمعنى ( عند ) كالتي في قولهم : كُتب لكَذا مَضِينَ مثلاً، وقوله تعالى :( أقم الصلاة لدلوك الشمس ( ( الإسراء : ٧٨ ).


الصفحة التالية
Icon