" صفحة رقم ٢٧٨ "
وغلب استعماله في العفو عما سلف من السيّئات وأصله : استعارة الستر للإِزالة مثل الغفران أيضاً.
وانتصب ) صالحاً ( على الصفة لمصدر وهو مفعول مطلق محذوف تقديره : عملاً صالحاً.
وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر ) نكفر ( و ) ندخله ( بنون العظمة على الالتفات من الغيبة إلى التكلم لأن مقام الوعد مقام إقبال فناسبه ضمير التكلم.
وقرأهما الباقون بياء الغيبة على مقتضى الظاهر لأن ضمير الجلالة يؤذن بعناية الله بهذا الفريق. وجملة ) ذلك الفوز العظيم ( تذييل.
وقوله :( والذين كفروا وكذبوا (، أي كفروا وكذبوا من قبلُ واستمرُّوا على كفرهم وتكذيبهم فلم يستجيبوا لهذه الدعوة ثبت لهم أنهم أصحاب النار. ولذلك جيء في جانب الخبر عنهم بالجملة الاسمية الدالة على الثبات لعراقتهم في الكفر والتكذيب.
وجيء لهم باسم الإِشارة لتمييزهم تمييزاً لا يلتبس معه غيرهم بهم مثل قوله :( أولئك على هدى من ربهم ( ( البقرة : ٥ ) مع ما يفيده اسم الإِشارة من أن استحقاقهم لملازمة النار ناشىء عن الكفر والتكذيب بآيات الله وهذا وعيد.
وجملة ) وبئس المصير ( اعتراض تذييلي لزيادة تهويل الوعيد.
استئناف انتقل إليه بعد أن تُوُعِّد المشركون بما يحصل لهم من التغابن يوم يجمع الله الناس يوم الحساب. ويشبه أن يكون استئنافاً بيانياً لأن تهديد المشركين بيوم الحساب يثير في نفوس المؤمنين التساؤل عن الانتصاف من المشركين في الدنيا على ما يلقاه المسلمون من إضرارهم بمكة فإنهم لم يكفوا عن أذى المسلمين وإصابتهم في أبدَانهم وأموالهم والفتنة بينهم وبين أزواجهم وأبنائهم.


الصفحة التالية
Icon