" صفحة رقم ٦٤ "
وأنحى على بني النضير والمنافقين بالجُبن وتفرّق الكلمة وتنظير حال تغرير المنافقين لليهود بتغرير الشيطان للذين يكفرون بالله، وتنصله من ذلك يوم القيامة فكان عاقبة الجميع الخلود في النار.
ثم خطاب المؤمنين بالأمر بالتقوى والحذر من أحوال أصحاب النار والتذكير بتفاوت حال الفريقين.
وبيان عَظَمة القرآن وجلالته واقتضائه خشوع أهله.
وتخلَّل ذلك إيماء إلى حكمة شرائع انتقال الأموال بين المسلمين بالوجوه التي نظمها الإِسلام بحيث لا تشقّ على أصحاب الأموال.
والآمر باتباع ما يشرعه الله على لسان رسوله ( ﷺ )
وختمت بصفات عظيمة من الصفات الإِلاهية وأنه ) يسبح له ما في السماوات والأرض ( ( الحشر : ٢٤ ) تزكية لحال المؤمنين وتعريضاً بالكافرين.
افتتاح السورة بالإخبار عن تسبيح ما في السماوات والأرض لله تعالى تذكيرٌ للمؤمنين بتسبيحهم لله تسبيح شكر على ما أنالهم من فتح بلاد بني النضير فكأنه قال سبحوا لله كما سَبح له ما في السماوات والأرض.
وتعريض بأولئك الذين نزلت السورة فيهم بأنهم أصابهم ما أصابهم لتكبرهم عن تسبيح الله حق تسبيحه بتصديق رسوله ( ﷺ ) إذ أعرضوا عن النظر في دلائل رسالته أو كابروا في معرفتها.
والقول في لفظ هذه الآية كالقول في نظيرها في أول سورة الحديد، إلا أن التي في أول سورة الحديد فيها :( ما في السماوات والأرض وها هنا قال : ما في السماوات وما في الأرض ( لأن فاتحة سورة الحديد تضمنت الاستدلال على


الصفحة التالية
Icon