" صفحة رقم ٧٥ "
وعطف اسم الرسول ( ﷺ ) على اسم الجلالة في الجملة الأولى لقصر تعظيم شأن الرسول ( ﷺ ) ليعلموا أن طاعته طاعة لله لأنه إنما يدعو إلى ما أمره الله بتبليغه ولم يعطف اسم الرسول ( ﷺ ) في الجملة الثانية استغناء بما علم من الجملة الأولى.
وأدغم القافان في ) يشاق ( لأن الإِدغام والإِظهار في مثله جائزان في العربية. وقرىء بهما في قوله تعالى :( ومن يرتدد منكم عن دينه في سورة البقرة. والفكّ لغة الحجاز، والإِدغام لغة بقية العرب.
وجملة فإن الله شديد العقاب ( دليل جواب ) من ( الشرطية إذ التقدير : ومن يشاقِق الله فالله معاقبهم إنه شديد العقاب.
استئناف ابتدائي أفضى به إلى المقصد من السورة عن أحكام أموال بني النضير وإشارة الآية إلى ما حدث في حصار بني النضير وذلك أنهم قبل أن يستسلموا اعتصموا بحصونهم فحاصرهم المسلمون وكانت حوائطهم خارج قريتهم وكانت الحوائط تسمى البُويرة ( بضم الباء الموحدة وفتح الواو وهي تصغير بؤر بهمزة مضمومة بعد الباء فخففت واواً ) عمد بعض المسلمين إلى قطع بعض نخيل النضير قيل بأمر من النبي ( ﷺ ) وقيل بدون أمره ولكنه لم يغيره عليهم. فقيل كان ذلك ليوسعوا مكاناً لمُعسكرهم، وقيل لتخويف بني النضير ونكايتهم، وأمسك بعض الجيش عن قطع النخيل وقالوا : لا تقطعوا مما أفاء الله علينا. وقد ذكر أن النخلات التي قطعت ست نخلات أو نخلتان. فقالت اليهود : يا محمد ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح أفمن الصلاح قطع النخل وحرق الشجر، وهل وجدت فيما أنزل عليك إباحة الفساد في الأرض فأنزل الله هذه الآية.
والمعنى : أن ما قطعوا من النخل أريد به مصلحة إلجاء العدوّ إلى الاستسلام وإلقاء الرعب في قلوبهم وإذلالِهم بأن يروا أكرم أموالهم عرضة للإِتلاف بأيدي


الصفحة التالية
Icon