" صفحة رقم ١٢٦ "
وجملة ) فيومئذٍ وقعت الواقعة ( مشتملة على جواب ( إذَا )، أعني قولَه ) وقعت الواقعة، ( وأما قوله :( فيومئذٍ ( فهو تأكيد لمعنى ) فإذا نُفخ في الصور ( إلخ لأن تنوين ( يومئذٍ ) عوض عن جملة تدل عليها جملة ) نُفخ في الصور ( إلى قوله ) دَكّة واحدة، ( أي فيوم إذ نفخ في الصور إلى آخره وقعت الواقعة وهو تأكيد لفظي بمرادف المؤكَّد، فإن المراد ب ( يوم ) من قوله ) فيومئذٍ وقَعت الواقعة، ( مطلقُ الزمان كما هو الغالب في وقوعه مُضافاً إلى ( إذا ).
ومعنى ) وقعت الواقعة ( تحقق ما كان متوقَّعاً وقوعُه لأنهم كانوا يُتَوعَّدون بواقعة عظيمة فيومئذٍ يتحقق ما كانوا يُتوعدون به.
فعبر عنه بفعل المضي تنبيهاً على تحقيق حصوله.
والمعنى : فحينئذٍ تقع الواقعة.
و ) الواقعة ( : مرادفة للحاقة والقارعة، فذكرها إظهار في مقام الإِضمار لزيادة التهويل وإفادة ما تحتوي عليه من الأحوال التي تنبىء عنها موارد اشتقاق أوصاف الحاقة والقارعة والواقعة.
و ) الواقعة ( صار علماً بالغلبة في اصطلاح القرآن يوم البعث قال تعالى :( إذا وقَعت الواقعة ليس لوقْعَتِها كاذبة ( ( الواقعة : ١ ٢ ).
وفعل ) انشقت السماء ( يجوز أن يكون معطوفاً على جملة ) نفخ في الصور ( فيكون ملحقاً بشرط ( إذا )، وتأخيرُ عطفه لأجل ما اتصل بهذا الانشقاق من وصف الملائكة المحيطين بها، ومن ذكر العرش الذي يحيط بالسماوات وذكر حملته.
ويجوز أن يكون جملة في موضع الحال بتقدير : وقد انشقت السماء.
وانشقاق السماء : مطاوعتها لِفعل الشق، والشقُّ : فتح منافذ في محيطها، قال تعالى :( ويوم تشقق السماء بالغمام ونزّل الملائكة تنزيلاً المُلكُ يومئذٍ الحقُ للرحمان وكان يوماً على الكافرين عسيراً ( ( الفرقان : ٢٥، ٢٦ ).
ثم يحتمل أنه غير الذي في قوله تعالى :( فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ( ( الرحمن : ٣٧ ) ويحتمل أنه عينه.


الصفحة التالية
Icon