" صفحة رقم ١٣٧ "
) خذوه ( مقول لقول محذوف موقعه في موقع الحال من ضمير ) فيقول يا ليتني لم أَوْت كتابيه ( ( الحاقة : ٢٥ )، والتقدير : يُقال : خذوه.
ومعلوم من المقام أن المأمورين بأن يأخذوه هم الملائكة الموكلون بسَوق أهللِ الحساب إلى ما أُعد لهم.
والأخذ : الإِمساك باليد.
وغُلُّوه : أمر من غلّه إذا وضعه في الغُل وهو القيد الذي يجعل في عنق الجاني أو الأسير فهو فعل مشتق من اسم جامد، ولم يسمع إلاّ ثلاثياً ولعل قياسه أن يقال : غَلَّله بلامين لأن الغُل مضاعف اللام، فحقه أن يكون مثل عَمَّم، إذا جعل له عمامة، وأزَّر، إذا ألبسه إزاراً، ودرَّع الجاريةَ، إذا ألبسها الدِرع، فلعلهم قالوا : غَلَّه تخفيفاً. وعطف بفاء التعقيب لإِفادة الإِسراع بوضعه في الأغلال عقب أخذه.
و ) ثم ( في قوله :( ثم الجحيم صلُّوه ( للتراخي الرتبي لأن مضمون الجملة المعطوفة بها أشد في العقاب من أخذه ووضعه في الأغلال.
وصلَّى : مضاعف تضعيف تعدية لأن صَلِي النار معناه أصابه حرقها أو تدفَأ بها، فإذا عدّي قيل : أصلاه ناراً، وصلاَّه ناراً.
و ) ثم ( من قوله :( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه ( للتراخي الرتبي بالنسبة لمضمون الجملتين قبلها لأن مضمون ) في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً ( أعظم من مضمون ) فغلوه.
ومضمون فاسلكوه ( دل على إدخاله الجحيم فكان إسلاكه في تلك السلسلة أعظم من مطلق إسلاكه الجحيم.
ومعنى ) اسلكوه :( اجعلوه سالِكاً، أي داخلاً في السلسلة وذلك بأن تَلف عليه السلسلة فيكون في وسطها، ويقال : سلَكه، إذا أدخله في شيء، أي اجعلوه في الجحيم مكبَّلاً في أغلاله.


الصفحة التالية
Icon