" صفحة رقم ١٧٠ "
أراد إبطال أن يكون ملَّها بحجة أنها خُلقت حبيبة له كما خُلق محبوبها، أي إن محبته إياها لا تنفك عنه.
والهلع : صفة غير محمودة، فوصف الإِنسان هنا بها لوْم عليه في تقصيره عن التخلق بدفع آثارها، ولذلك ذيل به قوله :( وجمع فأوعى ( ( المعارج : ١٨ ) على كلا معنييه.
وانتصب ) جزوعاً ( على الحال من الضمير المستتر في ) هلوعاً، ( أو على البدل بدل اشتمال لأن حال الهلع يشتمل على الجزع عند مس الشر.
وقوله :( منوعاً ( عطف على ) جزوعاً، ( أي خلق هلوعاً في حال كونه جزوعاً إذا مسه الشر، ومنوعاً إذا مسه الخير.
و ) الشر ( : الأذى مثل المرض والفقر.
و ) الخير ( : ما ينفع الإنسان ويلائم رغباته مثل الصحة والغنى.
والجزوع : الشديد الجزع، والجزع : ضد الصبر.
والمنوع : الكثير المنع، أي شديد المنع لبذل شيء مما عنده من الخير.
و ) إذا ( في الموضعين ظرفان يتعلقان كل واحد بما اتصل به من وصفي ) جزوعاً ومنوعاً.
( ٢٢ ٣٥ ) ).


الصفحة التالية
Icon