" صفحة رقم ١٨١ "
و ) على أن نبدل خيراً منهم ( مُتعلق ب ) مسبوقين، ( أي ما نحن بعاجزين على ذلك التبديل بأمثالكم كما قال في سورة الواقعة إنا لقادرون ) على أن نبدل أمثالكم.
( ٤٢ ٤٤ ) ).
تفريع على ما تضمنه قوله :( فما للذين كفروا قبلك مهطعين ( ( المعارج : ٣٦ ) من إرادتهم بفعلهم ذلك وقولهم : إننا ندخل الجنة، الاستهزاءَ بالقرآن والنبي ( ﷺ ) وبعدَ إبطاله إجمالاً وتفصيلاً فرع عن ذلك أمر الله رسوله بتركهم للعِلم بأنهم لم يُجْدِ فيهم الهَديُ والاستدلال وأنهم مصرون على العناد والمناواة.
ومعنى الأمر بالترك في قوله :( فذرهم ( أنه أمر بترك ما أهمّ النبي ( ﷺ ) من عنادهم وإصرارهم على الكفر مع وضوح الحجج على إثبات البعث ولما كان أكبر أسباب إعراضهم وإصرارهم على كفرهم هو خوضهم ولعبهم كني به عن الإِعراض بقوله :( يخوضوا ويلعبوا.
فجملة يخوضوا ( وجملة ) ويلعبوا ( حالان من الضمير الظاهر في قوله :( فذرهم ). وتلك الحال قيد للأمر في قوله :( فذرهم ). والتقدير : فذر خوضهم ولعبهم ولا تحزن لعنادهم وإصرارهم.
وتعدية فعل ( ذَرْ ) إلى ضميرهم من قبيل توجه الفعل إلى الذات. والمراد توجهه إلى بعض أحوالها التي لها اختصاص بذلك الفعل، مثل قوله تعالى :( حُرّمت عليكم الميتة ( ( المائدة : ٣ ) أي حرم عليكم أكلُها، وقوله :( وأن تجمعوا بين الأختين ( ( النساء : ٢٣ ) أي أن تجمعُوهما معاً في عصمة نكاححِ والاعتماد في هذا على قرينة السياق كما في الآيتين المذكورتين وقوله تعالى :( فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون في سورة الطور، أو على ذكر ما يدل على حالة خاصة مثل قوله : يخوضوا ويلعبوا ( في هذه الآية، فقد يكون المقدر مختلفاً كما في قوله تعالى :( إنما