" صفحة رقم ٣٠١ "
الصفير فقوله نُقر، أي صُوِّت، أي صوَّت مُصَوِّتٌ. وتقدم ذكر الصور في سورة الحاقة.
و ( إذا ) اسم زمان أضيف إلى جملة ) نقر في الناقور ( وهو ظرف وعامله ما دل عليه قوله :( فَذلك يومئذٍ يوم عسير ( لأنه في قوة فِعْل، أي عَسُر الأمرُ على الكافرين.
وفاء ) فذلك ( لجزاء ( إذا ) لأن ( إذا ) يتضمن معنى شرط.
والإِشارة إلى مدلول ( إذا نُقر )، أي فذلك الوقت يوم عسير.
و ) يومئذٍ ( بدل من اسم الإِشارة وقع لبيان اسم الإشارة على نحو ما يبين بالاسم المعرف ب ( أل ) في نحو ) ذلك الكتابُ لا ريب فيه ( ( البقرة : ٢ ).
ووصف اليوم بالعسير باعتبار ما يحصل فيه من العسر على الحاضرين فيه، فهو وصف مجازي عقلي. وإنما العسير ما يقع فيه من الأحداث.
و ) على الكافرين ( متعلق ب ) عسير ).
ووصف اليوم ونحوه من أسماء الزمان بصفات أحداثِه مشهور في كلامهم، قال السَمَوْأل، أوْ الحارثي :
وأيَّامُنا مشهورةٌ في عدوّنا
لها غُرر معلومة وحُجول
وإنما الغُرر والحجول مستعارة لصفات لقائهم العدوّ في أيامهم، وفي المقامة الثلاثين ( لا عَقَدَ هذا العقدَ المبجَّل، في هذا اليوم الأغَر المُحْجَل، إلاّ الذي جال وجَاب، وشب في الكُدْيَة وشَاب ) وقال تعالى :( فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيام نحسات في سورة فصلت.
وغير يسير ( تأكيد لمعنى ) عسير ( بمرادفه. وهذا من غرائب الاستعمال كما يقال : عاجلاً غير آجل، قال طالب بن أبي طالب :
فلْيكُن المغلوبَ غيرَ الغَالِبْ
وليكن المسلوبَ غَيْر السَّالِبْ
وعليه من غير التأكيد قوله تعالى :( قد ضلّوا وما كانوا مهتدين ( ( الأنعام : ١٤٠ ) ) قد ضلَلْتُ إذن وما أنا من المهتدين ( ( الأنعام : ٥٦ ). وأشار الزمخشري إلى أن فائدة هذا التأكيد ما