" صفحة رقم ٣١٢ "
و ) ما ( الثانية استفهامية في محل رفع خبر عن ) سقر ).
وجملة ) لا تبقي ( بدل اشتمال من التهويل الذي أفادته جملة ) وما أدراك ما سَقر، ( فإن من أهوالها أنها تهلك كل من يصلاها. والجملة خبر ثان عن سقر.
وحذف مفعول ) تبقي ( لقصد العموم، أي لا تبقي منهم أحداً أو لا تبقي من أجزائهم شيئاً.
وجملة ) ولا تذر ( عطف على ) لا تبقي ( فهي في معنى الحال، ومعنى ) لا تذر، ( أي لا تترك من يلقَى فيها، أي لا تتركه غير مصلي بعذابها. وهذه كناية عن إعادة حياته بعد إهلاكه كما قال تعالى :( كلما نَضِجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ( ( النساء : ٥٦ ).
و ) لوّاحة ( : خبر ثالث عن ) سقر ). و ) لوّاحة ( فعَّالة، من اللّوح وهو تغيير الذات من ألممٍ ونحوه، وقال الشاعر، وهو من شواهد ( الكشاف ) ولم أقف على قائله :
تقول ما لاحكَ يا مُسافِرْ
يا ابنة عمي لاحني الهَواجِرْ
والبشر : يكون جمع بشرة، وهي جلد الإِنسان، أي تغير ألوان الجلود فتجعلها سوداً، ويكون اسم جمع للناس لا واحد له من لفظه.
وقوله :( عليها تسعة عشر ( خبر رابع عن ) سَقر ( من قوله :( وما أدراك ما سقر.
ومعنى عليها ( على حراستها، ف ( على ) للاستعلاء المجازي بتشبيه التصرف والولاية بالاستعلاء كما يقال : فلان على الشرطة، أو على بيت المال، أي يلي ذلك والمعنى : أن خزنة سقر تسعة عشر مَلَكاً.
وقال جمع : إن عدد تسعة عشر : هُم نقباء الملائكة الموكلين بجهنم.
وقيل : تسعة عشر صِنفاً من الملائكة وقيل تسعة عشر صفّاً. وفي ( تفسير الفخر ) : ذكر أرباب المعاني في تقدير هذا العدد وجوهاً : أحدها قول أهل الحكمة : إن سبب فساد النفس هو القُوى الحيوانية والطبيعية أما الحيوانية فهي الخمس الظاهرة والخمس الباطنة، والشهوة والغضب، فمجموعها اثنتا عشرة. وأما القوى الطبيعية فهي : الجاذبة، والماسكة، والهاضمة، والدافعة، والغاذية، والنامية،


الصفحة التالية
Icon