" صفحة رقم ٤٢٩ "
( ١٧ ١٨ ).
حرف ( ثمّ ) للتراخي الرُتبي لأن التهديد أهم من الإِخبار عن أهل المحشر، لأنه الغرض من سوق هذا كله، ولأن إهلاك الآخرين أشدّ من إهلاك الأولين لأنه مسبوق بإهلاك آخر.
ووقعت جملة ) كذلك نفعل بالمجرمين ( موقَع البيان لجملة ) ألم نُهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين ( ( المرسلات : ١٦، ١٧ )، وهو كالتذييل يبين سبب وقوع إهلاك الأولين وأنه سبب لإِيقاع الإِهلاك بكل مجرم، أي تلك سنة الله في معاملة المجرمين فلا محيص لكم عنها.
وذكر وصف ) المجرمين ( إيماء إلى أن سبب عقابهم بالإِهلاك هو إجرامهم.
والإِشارة في قوله :( كذلك ( إلى الفعل المأخوذ من ) نفعل، ( أي مثل ذلك الفعل نفعل.
و ( المجرمون ) من ألقاب المشركين في اصطلاح القرآن قال تعالى :( إن الذين أجرموا كانوا من الذي ءامنوا يضحكون ( ( المطففين : ٢٩ ) وسيأتي في هذه السورة ) كُلُوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون ( ( المرسلات : ٤٦ ).
تقرير لنظيره المتقدم تأكيداً للتهديد وإعادة لمعناه.
التهديد : من مقامات التكرير كقول الحارث بن عياد :
قَرِّبَا مربَط النَعامة مني
الذي كرّره مراراً متوالية في قصيدته اللامية التي أثارت حرب البسوس.


الصفحة التالية
Icon