" صفحة رقم ٣٠٠ "
وقرأ نافع، وأبو جعفر : آتيناكم بنون العظمة وقرأه الباقون ) آتيتكم ( بتاء المتكلم.
وجملة قال :( أأقررتم ( بدل اشتمال من جملة ) أخذ الله ميثاق النبيين ).
والإقرار هنا مستعمل في معنى التحقيق بالوفاء مما أخذ من الميثاق.
والإصر : بكسر الهمزة، العهد المؤكد الموثق واشتقاقه من الإصار بكسر الهمزة وهو ما يعقد ويسدّ به، وقد تقدم الكلام على حقيقته ومجازه في قوله تعالى :( ربنا ولا تحمل علينا إصراً في سورة البقرة ( ٢٨٦ ).
وقوله : فاشهدوا ( إن كان شهادة على أنفسهم فهي بمعنى التوثق والتحقيق وكذلك قوله :( وأنا معكم من الشاهدين ( كقوله :( شهد اللَّه أنه لا إله إلا هو ( ( آل عمران : ١٨ ) وإن كانت شهادة على أممهم بتبليغ ذلك الميثاق فالمعنى فاشهدوا على أممكم بذلك، والله شاهد على الجميع كما شهد النبيئون على الأمم.
وقوله :( فمن تولى بعد ذلك ( أي من تولّى مِمن شهدتم عليهم، وهم الأمم، ولذلك لم يقل فمن تولّى بعد ذلك منكم كما قال في الآية التي خوطب فيها بنو إسرائيل في سورة المائدة ( ١٢ ) :( فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضلّ سواء السبيل.
ووجه الحَصر في قوله : فأولئك هم الفاسقون ( أنه للمبالغة لأنّ فسقهم في هذه الحالة أشد فسق فجعل غيره من الفسق كالعدَم.
٨٣ ) ) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ).
تفريع عن التذكير بما كان عليه الأنبياء.
والاستفهام للتوبيخ والتحذير.
وقرأه الجمهور ) تبغون ( بتاء الخطاب فهو خطاب لأهل الكتاب جارٍ على طريقة الخطاب في قوله آنفاً :( ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة ( ( آل عمران : ٨٠ ) وقرأه أبو عَمرو، وحفص،


الصفحة التالية
Icon