" صفحة رقم ١٠٣ "
) عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَآءَهُ الاَْعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ فَى صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ بِأَيْدِى سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ قُتِلَ الإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ مِنْ أَىِّ شَىْءٍ خَلَقَهُ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ط ) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَآءَ صَبّاً ثُمَّ شَقَقْنَا الاَْرْضَ شَقّاً فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَآئِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبّاً مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلاَِنْعَامِكُمْ فَإِذَا جَآءَتِ الصَّآخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهُ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُوْلَائِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (
افتتاح هذه السورة بفعلين متحملين لضمير لا معاد له في الكلام تشويق لما سيورد بعدهما، والفعلان يشعران بأن المحكي حادث عظيم، فأما الضمائر فيبين إبهامها قولُه :( فأنت له تصدى ( ( عبس : ٦ ) وأما الحادث فيتبين من ذكر الأعمى ومَن استغنى.
وهذا الحادث سبب نزول هذه الآيات من أولها إلى قوله :( بررة ( ( عبس : ١٦ ). وهو ما رواه مالك في ( الموطأ ) مرسلاً عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال : أنزلت ) عبس وتولى ( في ابن أم مكتوم جاء إلى رسول الله ( ﷺ ) فجعل يقول : يا محمد استدنني، وعند النبي ( ﷺ ) رجل من عظماء المشركين فجعل النبي ( ﷺ ) يعرض عنه ( أي عن ابن أم مكتوم ) ويُقبل على الآخر، ويقول : يا أبا فلان هل ترى بما أقول بأساً فيقول :( لا والدِّماء ما أرى بما تقول يأساً )، فأنزلت :( عبس وتولى ).
ورواه الترمذي مسنداً عن عروة عن عائشة بقريب من هذا، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.
وروى الطبري عن ابن عباس :( أن ابن أم مكتوم جاء يستقرىءُ النبي ( ﷺ ) آيةً من القرآن ومثله عن قتادة.
وقال الواحدي وغيره :( كان النبي ( ﷺ ) حينئذ يناجي عتبَة بن ربيعة وأبا جهل، والعباسَ بن عبد المطلب، وأبيَّ بن خلف، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن المغيرة، والنبي ( ﷺ ) يقبل على الوليد بن المغيرة يَعرض عليهم الإِسلام.
ولا خلاف في أن المراد ب ) الأعمى ( هو ابن أم مكتوم. قيل : اسمه عبد الله وقيل : اسمه عَمْرو، وهو الذي اعتمده في ( الإِصابة )، وهو ابن قيس بن زائدة من بني عامر بن لؤي من قريش.
وأمه عاتكة، وكنيت أمَّ مكتوم لأن ابنها عبد الله ولد أعمى والأعمى يكنى