" صفحة رقم ١٥٠ "
السماء بإعادة الخلق، وتصير الأشراط التي تحصل قبل البعث سبعة والأحداث التي تقع بعد البعث خمسة.
والجحيم أصله : النار ذات الطبقات من الوَقود من حَطب ونحوه بعضها فوق بعض، وصار علَماً بالغلبة على جهنم دار العذاب في الآخرة في اصطلاح القرآن، وتسعيرها أو إسعارها : إيقادها، أي هُيّئت لعذاب من حقّ عليهم العذاب.
وقرأ نافع وابن ذكوان عن ابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر ورويس عن يعقوب :( سُعّرت ( بتشديد العين مبالغة في الإِسعار. وقرأه الباقون بالتخفيف.
وقوبلت بالجنة دار النعيم واسم الجنة علم بالغلبة على دار النعيم، و ) أزلفت ( قربت، والزلفى : القرب، أي قربت الجنة من أهلها، أي جعلت بقرب من محشرهم بحيث لا تَعَب عليهم في الوصول إليها وذلك كرامة لهم.
واعلم أن تقديم المسند إليه في الجمل الثِنْتي عشرة المفتتحات بكلمة ) إذا ( من قوله :( إذا الشمس كورت ( إلى هنا، والإِخْبار عنه بالمسند الفعلي مع إمكان أن يقال : إذا كورت الشمس وإذا انكدرت النجوم، وهكذا كما قال :( فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ( ( الرحمن : ٣٧ ) أن ذلك التقديم لإفادة الاهتمام بتلك الأخبار المجعولة علامات ليوم البعث توسلاً بالاهتمام بأشراطه إلى الاهتمام به وتحقيق وقوعه.
وإن إطالة ذكر تلك الجمل تشويق للجواب الواقع بعدها بقوله :( علمت نفس ما أحضرت ).
وجملة :( علمت نفس ما أحضرت ( يتنازع التعلق به كلمات ) إذا ( المتكررة.
وعن عمر بن الخطاب :( أنه قرأ أول هذه السورة فلما بلغ ) علمت نفس ما أحضرت ( قال : لهذا أجريت القصة ) أي هو جواب القسم ومعنى ) علمت ( أنها تعلم بما أحضرت فتعلمه.
وقوله ) نفس ( نكرة في سياق الشرط مُراد بها العموم، أي علمت كل نفس ما أحضرتْ، واستفادة العموم من النكرة في سياق الإثبات تحصل من القرينة الدالة على عدم القصد إلى واحد من الجنس، والقرينة هنا وقوع لفظ نفس في جواب هذه الشروط التي لا يخطر بالبال أن تكون شروطاً لشخص واحد، وقد


الصفحة التالية
Icon